وأخيرا أعلن تعالى عن حكمه فيهم وعليهم فقال (ذلِكَ) (١) أي المذكور من غثاء الخلق (جَزاؤُهُمْ جَهَنَّمُ.) وعلل للحكم فقال : (بِما كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آياتِي وَرُسُلِي هُزُواً) أي بسبب كفرهم واستهزائهم بآيات ربهم وبرسله فكان الحكم عادلا ، والجزاء موافقا والحمد لله رب العالمين.
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
١ ـ تقرير شرك من يتخذ الملائكة أو الأنبياء أو الأولياء آلهة يعبدوهم تحت شعار التقرب إلى الله تعالى والاستشفاع بهم والتوسل إلى الله تعالى بحبهم والتقرب إليهم.
٢ ـ تقرير هلاك أصحاب الأهواء الذين يعبدون الله تعالى بغير ما شرع ويتوسلون إليه بغير ما جعله وسيلة لرضاه وجنته. كالخوارج والرهبان من النصارى والمبتدعة الروافض والإسماعيلية ، والنصيرية والدروز ومن إليهم من غلاة المبتدعة في العقائد والعبادات والأحكام الشرعية.
٣ ـ لا قيمة ولا ثقل ولا وزن لعمل لا يوافق رضا الله تعالى وقبوله له ، كما لا وزن عند الله تعالى لصاحبه ، وإن مات خوفا من الله أو شوقا إليه.
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً (١٠٧) خالِدِينَ فِيها لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلاً (١٠٨) قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً (١٠٩) قُلْ
__________________
(١) وجائز أن تكون الإشارة بذلك إلى ترك الوزن وخسة القدر والخبر : جزاؤهم جهنم. و (جَهَنَّمُ) بدل من (جَزاؤُهُمْ) بدلا مطابقا فيه زيادة توكيد.