(لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٩١) وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ (٩٢))
شرح الكلمات :
(عَلَى الضُّعَفاءِ) : أي كالشيوخ. ولا على المرضى : كالعمى والزمنى
(حَرَجٌ) : أي إثم على التخلف.
(إِذا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ) : أي لا حرج عليهم في التخلف إذا نصحوا لله ورسوله وذلك بطاعتهم لله ورسوله مع تركهم الإرجاف والتثبيط.
(ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ) : أي من طريق إلى مؤاخذتهم.
(لِتَحْمِلَهُمْ) : أي على رواحل يركبونها.
(تَوَلَّوْا) : أي رجعوا الى بيوتهم.
(تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ) : أي تسيل بالدموع الغزيرة حزنا على عدم الخروج.
معنى الآيتين :
لما ندد تعالى بالمتخلفين وتوعد بالعذاب الأليم الذين لم يعتذروا منهم ذكر في هذه الآيات أنه لا حرج على أصحاب الأعزار وهم الضعفاء ، كالشيوخ والمرضى والعميان وذوو العرج (١) والفقراء الذين لا يجدون ما ينفقون ولكن بشرط نصحهم لله ورسوله فقال عز
__________________
(١) شاهده من سورة الفتح : (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ) وقوله تعالى : (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها).