فبئس ما قالوا (١) وظنوا بل سولت لهم أنفسهم الأباطيل. فالجواب أن نقول لمن احتج علينا بذلك : انه ليس تخلو هذه الآية التى حكاها الله تعالى عن العفريت أن يكون العفريت عنى بقوله : (وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ) ان استطعت ذلك وتكلفته وأردته ، أو يكون عنى بقوله : (وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ) ان شاء الله ، أو يكون عنى بقوله ، ان قوانى الله تعالى عليه. ولو لم يعلم سليمان أن العفريت أضمر (٢) شيئا من ذلك لكذبه ورد عليه قوله. والدليل فى ذلك قول الله تعالى : (فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً) (٣) وقد جاء فى التفسير : لا خلاف بين أحد من الموحدين فى (٤) أنهم (كانوا) (٥) فى كل يوم يأملون أن يصبحوا (٦) وقد فتحوه ولا يقولون ان شاء الله ، فاذا كان المقدر قالوا : ان شاء الله فأصبحوا وقد فتحوه ؛ فدل (أن لا استطاعة) (٧) لهم قبل الفعل الا مع الفعل للفعل بإرادة الله ذلك. وقول (٨) الله تعالى فى صاحب يوسف :
__________________
(١) ب «مالوا» وقد اختار ل ، م أن تكون «بالوا».
(٢) ب وتبعه ل : أضمره
(٣) س ١٨ الآية ٩٧.
(٤) ب وتبعه ل ، م فيه.
(٥) ليست فى الأصل ولم يزدها م.
(٦) ب : يصحوان ، وفى : يصحوان.
(٧) ل : نقلها الناسخ : أن الاستطاعة.
(٨) معطوف على قوله ذلك : «والدليل فى ذلك قول الله تعالى (فما اسطاعوا) إلخ».