الحقيقة دعاء لنفسك.
قال النبي صلىاللهعليهوآله : « إذا دعا الرجل لأخيه في ظهر الغيب قال الملك : ولك مثل ذلك. ». (١)
والأخبار بهذا المضمون أو ما يقرب منه كثيرة من الطريقين.
والسابع : الوفاء أي الثبات على الحب حتّى بعد الموت مع أولاده وأصدقائه لأنّه يراد للآخرة فقطيعته به إضاعة للسعي.
وكان صلىاللهعليهوآله يكرم عجوزاً لأنّها كانت تأتيه في أيّام خديجة (٢) ، والصديق يفرح بمراعاة صديقة لأجله أكثر ممّا يفرح بمراعاته ، إذ تدلّ على قوّة المحبّة ، والشيطان يجتهد في القطيعة فمعها يشمت بهما.
قال الله تعالى : ( وقل لعبادي يقولوا الّتي هي أحسن ، إنّ الشيطان ينزغ بينهم ). (٣)
ومن الوفاء أن لا يتغيّر حاله في التواضع مع أخيه وإن ارتفع شأنه وعظم جاهه.
إن الكرام إذا [ ما ] أسهلوا ذكروا |
|
من كان يألفهم بالمنزل الخشن |
ومن تمامه أن يكون شديد الجزع من فراقه ، نفور الطبع من أسبابه كما قيل :
وجدت مصيبات الزمان جميعها |
|
سوى مفارقة الأحباب هيّنة الخطب |
وقال الآخر :
يقولون إنّ الموت صعب على الفتى |
|
وإنّ مفارقة الأحباب والله أصعب |
وأن لايسمع بلاغات الناس على صديقه ، فإنّ بها تنقطع المودّة ، وأن لايصدّق عدوّه.
__________________
١ ـ المحجة البيضاء : ٣ / ٣٤٠.
٢ ـ المحجة البيضاء : ٣ / ٣٤٢.
٣ ـ الأسرار : ٥٣٣.