والجرائم إنّما ترتكب على الدوام من قبل كبار الشخصيات والعلماء الأفذاذ والأفراد من ذوي المستويات العالية ، فهم الذين يصنعون القنابل الذرية والهيدروجينية ، وهم الذين يخططون للحروب الألكترونية وبالتالي هم الذين يعينون خرائط الاستعمار السياسي والاقتصادي للبلدان.
والخلاصة فهؤلاء العلماء والمفكرون هم الذين كانوا أداة طيعة بيد قوى الدنيا الشيطانية وهم الذين رسخوا دعائم الاستعمار والاستبداد والغطرسة من خلال بيعهم لمعلوماتهم وإبداعاتهم وإستعداداتهم العالية ، ولايختص هذا الموضوع بعالمنا المعاصر ، فالأزمنة الماضية هي الاخرى كذلك حيث يطالعنا الكثير من الأفراد دائماً الذين يقفون إلى جانب الفراعنة ممن على غرار هامان وقارون العالم المقتدر الثري وهو ابن عم موسى وممثل فرعون في بني إسرائيل وقد كانت له ثروة طائلة يرى أنّه جمعها بعلمه وقدرته ، كما كان العديد ممن على شاكلة عمروبن العاص وأبي هريرة إلى جانب معاوية.
وبناءاً على ما تقدم فقد تكون حاجة العلماء والمفكرين وذوي الاستعداد والمستويات العالية إلى الدين أكثر من غير هم بكثير ، فهم الذين يسطيعون إشعال الدنيا أو سوقها إلى الصلح والسلام.
أمّا الأفراد من ذوي المستويات المتدنية فعادة ما يأتمرون بأوامر هؤلاء فهم إلعوبة بيدهم وضررهم أقل بكثير إذا ما قارننا انحرافهم بمن سبقهم.
* * *
ولو آمن هؤلاء ـ وبصورة عامة كافة لبشرية ـ بأنّ الموت ليس نهاية الحياة ، بل هو بداية حياة جديدة وكل ما في هذه الحياة الدنيا هو مقدمة لها لاكتسب كل شيء طابع الأبدية ، وسوف لن تفنى الأعمال والأقوال والحسنات والسيئات ،