وعن قتادة (١) في قوله ـ عزوجل ـ : (أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ) [٩ / ١٠٩] ـ قال : ـ «والله ما تناهى أن وقع في النار».
وعن سقراط الحكيم ـ معلّم أفلاطن الإلهي ـ إنّه قال (٢) : وأمّا الذين ارتكبوا الكبائر فإنّهم يلقون في طرطاوس (٣) ولا يخرجون منه أبدا ؛ وأمّا الذين ندموا على ذنوبهم مدّة عمرهم وقصرت آثامهم عن تلك الدرجة ، فإنّهم يلقون في طرطاوس سنة كاملة يتقدون ، ثمّ يلقيهم الموج إلى موضع ينادون منه خصومهم ، يسألونهم الإحضار على القصاص لينجوا من الشرور ، فإن رضوا عنهم وإلّا اعيدوا إلى
__________________
(١) ـ تفسير الطبري : التوبة / ١٠٩ ، ١١ / ٢٥.
(٢) ـ يظهر أن المنقول مقتبس من المبدأ والمعاد (٤٥٣) أو من المؤلفات الاخرى لصدر المتألهين ، فإنه ـ قدسسره ـ أورد حكاية هذا القول في أكثر كتبه ـ مثل المظاهر الإلهية : ٧٥ ، والأسفار الأربعة : ٩ / ١٨٣ والشواهد الربوبية : ٢٨٠ ، وغيرها.
ولعل صدر المتألهين أيضا حكاه عن «تحقيق ما للهند من مقولة» للبيروني ، فقد جاء هذا النص فيه مع فروق يسيرة لفظية : باب ٦ ، ذكر المجامع ومواضع الجزاء من الجنة وجهنم ، ص ٥١. والمصدر الأصلي لهذا النص محاضرة فيدون من محاضرات سقراط التي كتبها أفلاطن ، (١١٤) الترجمة الفارسية : ١ / ٥٥٦.
(٣) ـ كذا في النسخة وبعض نسخ تحقيق ما للهند ، والصحيح «طرطارس» كما هو في محاضرة فيدون وبعض نسخ تحقيق ما للهند. قال الاستاذ المغفور له علي أكبر فيّاض في تعليقة له على هذه الكلمة (مقدمة المظاهر الإلهية : ٢) ما ترجمته : «أرى أنّ هذه الكلمة بالواو خطأ ، وأنّ الصحيح بالراء : «طرطارس» ، وأصلها"Tartaros " يوناني ، وكان المراد منها عندهم ما يشبه جهنّم عندنا ، وهي هوّة مظلمة تحت الجحيم "Hades " وبعده من الجهنّم كما بين السماء والأرض ، محبس العفاريت والشياطين ومحل التعذيب. وقد جاءت هذه الكلمة في أشعار هومر وهزيود الشاعرين اليونانيين ، وتكلم عنه أفلاطن في رسائله على لسان سقراط».