يا سلمان ـ ثمّ لتحضرنّ إبليس وجنوده وكلّ من محض الإيمان محضا ومحض الكفر محضا ، حتّى يؤخذ بالقصاص والأوتار والتراث (وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) [١٨ / ٤٩]. ونحن نأول هذه الآية : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ* وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ) [٢٨ / ٦٥]».
قال سلمان : «فقمت من بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ وما يبالي سلمان متى لقى الموت ، أو لقيه».
* * *
وروى الصدوق في إكمال الدين (١) بإسناده إلى جابر بن يزيد الجعفي قال : سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول :
«لمّا أنزل الله ـ عزوجل ـ على نبيّه محمّد صلىاللهعليهوآله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) [٤ / ٥٩] ، قلت : «يا رسول الله ـ عرفنا الله ورسوله ، فمن اولي الأمر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك»؟
فقال صلىاللهعليهوآله : «هم خلفائي ـ يا جابر ـ وأئمّة المسلمين من بعدي ؛ أوّلهم عليّ بن أبي طالب ، ثمّ الحسن ، ثمّ الحسين ، ثمّ عليّ بن الحسين ، ثمّ محمّد بن عليّ المعروف في التوراة بالباقر ـ وستدركه يا جابر ، فإذا
__________________
(١) ـ كمال الدين : باب نصّ الله عزوجل على القائم عليهالسلام ، ٢٥٣ ، ح ٣. كفاية الأثر : باب ما جاء عن جابر بن عبد الله ... ، ٥٣.
عنهما البحار : ٣٦ / ٢٥٠ ، ح ٦٧. راجع أيضا ٢٣ / ٢٨٩ ، ح ١٦.