لو أدركه لم يكن تابعا ؛ نعم ، قد يكون وليّ أفضل من نبيّ ، إذا لم يكن تابعا له ، كما كان أمير المؤمنين عليهالسلام أعظم من جميع الأنبياء والأولياء ـ بعد نبيّنا صلىاللهعليهوآله ـ وكذا أولاده المعصومون عليهمالسلام (١).
فصل [٢]
روي في الكافي والبصائر (٢) بإسنادهما الصحيح ، عن مولانا الباقر عليهالسلام أنّه سئل عن الرسول والنبيّ والمحدّث؟ ـ قال : ـ
«الرسول : الذي يأتيه جبرئيل قبلا ، فيراه ويكلّمه ؛ فهذا الرسول.
وأمّا النبيّ : فهو الذي يرى في منامه ، نحو رؤيا إبراهيم ، ونحو ما كان رأى رسول اللهصلىاللهعليهوآله من أسباب النبوّة قبل الوحي ، حتّى أتاه
__________________
(١) ـ كتب أولا ما يلي ثم شطب على قسم منه وبقي كما في المتن :
وما يقوله أصحابنا رحمهمالله ـ : «كان أمير المؤمنين عليهالسلام أعظم من جميع الأنبياء والأولياء بعد نبيّناصلىاللهعليهوآله وكذا أولاده المعصومين عليهمالسلام» ـ يرجع عند التحقيق إلى هذا المعنى ؛ يعني أنّ مرتبتهم من حيث الولاية أعظم من مرتبة الأنبياء والرسل من حيث الولاية ـ لا غير ـ ولا شك أنه كذلك ، وإلا فمرتبة النبوة والولاية أعظم من أن يكون فوقها مرتبة ـ دنيا وآخرة ـ ولهذا كان الأولياء والأوصياء دائما محتاجين إلى الأنبياء والرسل ـ سلام الله عليهم أجمعين ـ في القوانين الشرعية والأحكام الإلهية ؛ ومن عدم التفطن لهذا وسوء الفهم نشأ إلحاد الإسماعيلية وأمثالهم وشرك النصيرية وأضرابهم ـ فافهم ـ ولنذكر الأخبار الواردة في هذا المقام عن أهل البيت عليهمالسلام تأكيدا لما قرّرناه وتشييدا لما أصّلناه.
(٢) ـ الكافي : كتاب الحجة ، باب الفرق بين الرسول والنبيّ والمحدّث ، ١ / ١٧٦ ، ح ٣.
عنه البحار : ١٨ / ٢٦٦ ، ح ٢٧. وجاء ما يقرب منه في بصائر الدرجات : الجزء الثامن ، باب (١) الفرق بين الأنبياء والرسل والأئمة ، ٣٧٢ ، ح ١٣. عنه البحار : ١١ / ٥٤ ، ح ٥١. وعن الصادق عليهالسلام في الاختصاص : ٣٢٩. الوافي : ٢ / ٧٤.