داود وغيره ، بسنده الى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، من حديث الأطيط ، أنه صلىاللهعليهوسلم قال : «إن عرشه على سماواته لهكذا ، وقال بأصابعه ، مثل القبة» (٢٩٥). الحديث ، وفي «صحيح» البخاري عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس ، فإنه أوسط الجنة ، وفوقه عرش الرحمن» (٢٩٦). يروى «وفوقه» بالنصب على الظرفية ، وبالرفع على الابتداء ، أي : وسقفه.
وذهب طائفة من أهل الكلام إلى أن العرش فلك مستدير من جميع جوانبه محيط بالعالم من كل جهة ، وربما سموه : الفلك الأطلس ، والفلك التاسع! وهذا ليس بصحيح ، لأنه قد ثبت في الشرع أن له قوائم تحمله الملائكة ، كما قال صلىاللهعليهوسلم : «فإن الناس يصعقون ، فأكون أول من يفيق ، فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش ، فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور» (٢٩٧). والعرش في اللغة : عبارة عن السرير الذي للملك ، كما قال تعالى عن بلقيس : (وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ) النمل : ٢٣. وليس هو فلكا ، ولا تفهم منه العرب ذلك ، والقرآن إنما نزل بلغة العرب ، فهو : سرير ذو قوائم تحمله الملائكة ، وهو كالقبة على العالم ، وهو سقف المخلوقات. فمن شعر أمية ابن أبي الصلت :
مجدوا الله فهو للمجد أهل |
|
ربنا في السماء أمسى كبيرا |
بالنساء العالي الذي بهر النا |
|
س وسوى فوق السماء سريرا |
شرجعا لا يناله بصر الع |
|
ين ترى حوله الملائك صورا |
الصّور هنا : جمع : أصور ، وهو : المائل العنق لنظره الى العلو. والشرجع : هو العالي المنيف. والسرير : هو العرش في اللغة. ومن شعر عبد الله ابن رواحة رضي الله عنه ، الذي عرّض به عن القراءة لامرأته حين اتهمته بجاريته :
__________________
(٢٩٥) ضعيف الاسناد ، ولا يصح في أطيط العرش حديث ، وهو مخرج في «الظلال» (٥٧٥ و ٥٧٦) وانظر فيه الحديث الذي قبله.
(٢٩٦) صحيح ، وأخرجه الإمام أحمد أيضا ، وهو مخرج في «الصحيحة» (٩٢١) و «الظلال» (٥٨١).
(٢٩٧) متفق عليه ، وتقدم نحوه الحديث (برقم ١٢٦).