ليس معارضا لمعتقداتنا ، وليس مكذبا لكتابنا ، ولكنه كاشف عن معجزة جديدة من معجزات هذا الكتاب العظيم.
إن نظرية تباعد القارات تفترض أن جميع القارات كانت في وقت من الأوقات قطعة واحدة متلاصقة ، على أصل الخلقة ، ثم انشقت تلك الأرض ، وبدأت أجزاؤها بالتباعد والانتشار ، وبهذا تشكلت القارات ، وملأت المسافة الفاصلة بينها المياه مشكلة البحار.
وقد طرحت هذه النظرية لأول مرة في العالم عام ١٩١٥ ، حين أعلن خبير طبقات الأرض الألماني الأستاذ «الفريد واجنز» أنه لو قربت القارات جميعا ، فسوف تتماسك ببعضها ، كما يحدث في ألعاب الألغاز التي يتدرب عليها الأطفال لإبراز مهاراتهم.
وإن نظرة سريعة خاطفة لسواحل البحار المختلفة على الكرة المجسمة ، ليدلنا دلالة صريحة وصحيحة على هذا المعنى ، كما يبدو ذلك جليا واضحا لكل ناظر في الساحل الشرقي لأمريكا الجنوبية ، والساحل الغربي لإفريقيا ، أو في سواحل البحر الأحمر ، أو غير ذلك من السواحل.
كما أننا نجد شبها كبيرا على سواحل البحار المختلفة ، كأن نجد جبالا متماثلة عمرها الأرضي واحد.
وكأن نجد فيها دواب وأسماكا ونباتات متماثلة أيضا.
وهذا ما دفع عالم النباتات البروفسور رونالد جود في كتابه «جغرافية نباتات الزهور» هذا ما دفعه لأن يقول :
«لقد اتفق علماء النباتات على النظرية القائلة بأنه لا يمكن تفسير ظاهرة وجود نباتات متماثلة في مختلف قارات العالم إلا إذا سلمنا بأن أجزاء الأرض كانت متصلة بعضها ببعض في وقت من الأوقات».
وقد أصبحت هذه النظرية علمية تماما بعد تصديق «الجاذبية الحجرية» لها.