الآية الخامس عشرة
(وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها)
ونظرية التزحزح القاري
لقد درسنا ونحن
صغار في المدارس نظرية التزحزح القاري ، أو نظرية تباعد القارات على النحو المعروف
اليوم في الأوساط العلمية.
ولكن ومع الأسف لم
نكن حينما درسنا تلك النظريات العلمية في أوساط علمية تحيط بنا خارج مدارسنا ،
وإنما كنا في أوساط يمكن أن يقال عن ها إجمالا : إنها أوساط أمية ، كانت امتدادا
لفترة الركود التي سيطرت على أمتنا حتى سادها الجهل ، وانتشرت فيها الخرافة ،
وبعدت الهوة بينها وبين الحضارة المادية المعاصرة ، وكادت تلحقنا ـ إذا ما قسنا
أنفسنا بالحضارة المحيطة بنا في الشرق والغرب ـ كادت تلحقنا بالعصور الحجرية.
ولم يكن في
أساتذتنا من يستطيع أن يوجه لنا العلوم لتتوافق مع ما وقر في قلوبنا من معتقداتنا
الإسلامية ، إما لجهله بعلوم الشرع ، وإما لغاية في نفسه يريد الوصول إليها.
وكذلك لم نكن نجد
في أكثر علماء الشرع من يتقن تلك العلوم ، ولذلك كان يستنكر كل ما من شأنه التطور
، إذ آمن بالخلق المباشر ، ومن ثم كان يقذف كل من تعرض لمثل هذه النظرية ـ كان
يقذف بالفسق وربما بالكفر.
ولذلك كنا في حيرة
بين الإيمان بالخلق المباشر ، وبين ما كان من قبيل هذه النظرية ، إلى أن نبغ في
الأمة من استطاع الإحاطة بالمعتقدات الشرعية ، والعلوم الكونية ، ومن ثم بين أن
هذا الذي ندرسه اليوم في كثير من القوانين العلمية