«وأمّا على قاعدة غيرهم» أي غير أئمتنا عليهمالسلام والجمهور «فقد أجمعوا على أن المشترك يحمل على أحد معانيه إن دلّت عليه» أي على ذلك المعنى «قرينة».
«ومعنى الإمامة» هنا «قد دلّت عليه قرينة لفظيّة» وهي «قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم» في أوّله «ألست أولى بكم من أنفسكم» فإنه صريح في ملك أمرهم والتصرّف عليهم ، وإذا كان كذلك كان المناسب له أن يكون المراد بلفظ مولى المالك للتصرّف والأولى به إذ لو أريد [به] خلاف ذلك لما تناسب الكلام.
«و» كذلك «قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم» «لا أمر لكم معي».
«وقوله في آخره : «وانصر من نصره واخذل من خذله» فإنه قرينة أخرى مؤكّدة لمعنى الإمامة لأنّ النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم حثّ على نصرته وحذّر من خذلانه ، وذلك أوضح دليل على أنّ النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم أراد إمامته واستخلافه على أمّته بعده.
وممّا يؤكد ذلك أيضا : القرينة الحالية وهي تعظيم النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم للموقف الذي جمع الناس له وأمره للمنادي أن ينادي الصلاة جامعة في غير وقت التعريس في شدّة الحر في موضع شديد الحر ولم يزدهم في ذلك الجمع العظيم والموقف الكبير على الخطبة وإثبات ولاية عليّ عليهالسلام.
ويؤكده أيضا : ما ظهر وشاع من فهم الجمع الذي حضر في ذلك الموقف لمراد النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم من معنى الإمامة كما مرّ ذكره عن عمر بن الخطاب.
وقال حسان بن ثابت في ذلك :
يناديهم يوم الغدير نبيئهم |
|
بخمّ وأسمع بالرّسول مناديا |
يقول : فمن مولاكم ونبيئكم |
|
فقالوا : ولم يبدوا هناك التّعاميا (١) |
__________________
(١) (ب) : تعاميا.