والسنة دون ان يحفلوا بهما هو الذي أرث بيننا وبينهم العداوة وجعلنا خصمين في الله لا يلتقيان وكيف يلتقي من كان مشايعا للضلالة سفاها وجهلا ، ومن كان ناصرا لمقتضى القرآن ، كيف يلتقي منهجنا ومنهجهم وهما ضدان لا يجتمعان. فنحن نأبى أن ندين بما يدينون به من الآراء الضالة والقضايا الفاسدة فهي عندنا بمعزل عن مكان القدوة والاعتبار ، ولا نراها أهلا لأن نجيل فيها الأذهان والأفكار ، بل كفايتنا في ذلك القرآن والآثار ، فإن من لم يكتف بهما في دينه وعقيدته فلا كفاه الله أبدا ما يلقى من زمانه من خطوب وأرزاء ، ومن لم يجد فيهما شفاء قلبه وعقله فلا برئت له علة ولا انحسم له داء ، ومن لم يجد فيهما الغني كل الغنى عما عداهما ضربه الله بالعدم والإملاق وجعل الفقر لازما له أبد الدهر. ومن لم يجد فيهما الهدى كل الهدى ، فلا ذاق طعم الهداية أبدا إلى طريق الحق والإيمان.
* * *
إن الكلام مع الكبار وليس مع |
|
تلك الأراذل سفلة الحيوان |
أوساخ هذا الخلق بل أنتانه |
|
جيف الوجود أخبث الإنسان |
الطالبين دماء أهل العلم |
|
بالكفران والعدوان والبهتان |
الشاتمي أهل الحديث عداوة |
|
للسنة العليا مع القرآن |
جعلوا مسبتهم طعام حلوقهم |
|
فالله يقطعها من الأذقان |
كبرا وإعجابا وتيها زائدا |
|
وتجاوزا لمراتب الإنسان |
لو كان هذا من وراء كفاية |
|
كنا حملنا راية الشكران |
لكنه من خلف كل تخلف |
|
عن رتبة الإيمان والإحسان |
الشرح : إن كلامنا ومناظراتنا في قضايا العقيدة الكبرى إنما نتوجه بها إلى رؤساء القوم والمتصدرين منهم لنصرة هذه المذاهب الباطلة ، ولسنا نعني بها أولئك الأخساء الأرذال الذين هم شر الدواب الصم البكم الذين لا يعقلون ، بل هم أقذار هذا الوجود وجيفة وأخباثه ، فقد انطوت نفوسهم على الحقد القاتل