«جهم بن صفوان»
أبو محرز السمرقندي الضال المبتدع رأس الجهمية ، هلك في زمان التابعين وما علمته
روى شيئا ، لكنه زرع شرا عظيما.
وقال البخاري في
رسالته (خلق أفعال العباد) :
«وحدثني أبو جعفر
حدثني يحيى بن أيوب قال : سمعت أبا نعيم الباغي قال : كان رجل من أهل مرو صديقا
لجهم ثم قطعه وجفاه فقيل له : لم جفوته؟ فقال احتملت منه ما لا يحتمل ، قرأت يوما
آية كذا وكذا أنسيها يحيى ، فقال : ما كان أظرف محمدا فاحتملتها. ثم قرأ سورة طه ،
فلما قال (الرَّحْمنُ عَلَى
الْعَرْشِ اسْتَوى) [طه : ٥] قال :
أما والله لو وجدت سبيلا إلى حكها لحككتها من المصاحف فاحتملتها ، ثم قرأ سورة
القصص ، فلما انتهى الى ذكر موسى قال : ما هنا ذكر قصته في موضع فلم يتمها ثم رمى
المصحف من حجره برجليه فوثبت عليه».
ثم قال البخاري : (بلغني
أن جهما كان يأخذ من الجعد بن درهم ، وكان خالد القسري أمير العراق خطب فقال : إني
مضح بالجعد بن درهم إنه زعم أن الله لم يتخذ ابراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما).
وقال شيخ الاسلام
ابن تيمية في (الفتوى الحموية) ، فإن أول من حفظ عنه أنه قال هذه المقالة في
الاسلام هو الجعد بن درهم ، وأخذها عنه الجهم بن صفوان وأظهرها ، فنسبت مقالة
الجهمية إليه. وقيل أن الجعد أخذ مقالته عن أبان بن سمعان ، وأخذها أبان عن طالوت
ابن أخت لبيد بن الأعصم اليهودي الساحر الذي سحر النبي صلىاللهعليهوسلم.
وذكر الطبري في
تاريخه في حوادث سنة تسع وعشرين بعد المائة أن الحارث ابن سريج خرج على نصر بن
سيار عامل خراسان لبني أمية وحاربه ، وكان الجهم كاتبا للحارث ، فقتل الحارث في
سنة ثمان وعشرين ومائة في خلافة مروان الحمار آخر خلفاء بني أمية ، وأما الجهم
فقيل انه قتل أيضا في المعركة ، وقيل بل أسره نصر بن سيار وسلمه إلى سالم بن أحوز
فقتله. وكان سالم على شرطة خراسان ،