هذا نبيّ مرسل إلى النّاس كافة ، ولو أصاب القبط والروم لاتبعوه ، وقد أمرهم بذلك عيسى ، وهذا الّذي تصفون منه بعث به الأنبياء من قبله ، وستكون له العاقبة حتى لا ينازعه أحد ، ويظهر دينه إلى منتهى الخفّ والحافر.
فقالوا : لو دخل الناس كلهم معه ما دخلنا معه ، فأنغص المقوقس رأسه ، وقال : أنتم في اللّعب ، ثم سألهم عن نحو ما وقع لهم في قصّة هرقل ، وفي آخره ، فما فعلت يهود يثرب؟ قلنا : خالفوه فأوقع بهم. قال : هم قوم حسد ، أما إنهم يعرفون من أمره مثل ما نعرف ... فذكر قصّة المغيرة فيما فعله برفقته ثم إسلامه بطولها.
وقد ذكر ابن عبد الحكم في «فتوح مصر» ، عن عثمان بن صالح ، عن ابن لهيعة ، عن عبد الله بن أبي جعفر وغيره في حصار عمرو بن العاص القبط في الحصن ، إلى أن قال : فلما خاف المقوقس على نفسه ومن تبعه فحينئذ سأل عمرو بن العاص الصلح ، ودعاه إليه ... فذكر القصّة.
ومن طريق خالد بن مرثد ، عن جماعة من التّابعين أنَّ المقوقس سبح هو وخواصّ القبط إلى الجزيرة ، واستخلف الأعيرج (١) على الحصن ، ثم ذكر عن المقوقس استمراره على الصلح مع المسلمين لما نقض الروم العهد ، إلى غير ذلك ، مما يدلّ على أنه تمادى على النّصرانية إلى أن مات. وقصته في ذلك شبيهة بقصّة هرقل ، كما سيأتي في ترجمته إن شاء الله تعالى.
٨٦٣٦ ـ المقوقس : في معجم ابن قانع ، ولعله الأول ، قاله الذّهبي في التجريد فوهم ، ولو راجع الحديث الّذي ذكره ابن مندة وأبو نعيم لتحقّق أنه واحد ، فإنّهم جميعا أخرجوا حديثا من طريقه بسند واحد.
الميم بعدها الكاف
٨٦٣٧ ـ مكلبة بن ملكان الخوارزميّ (٢) : شخص كذّاب ، أو لا وجود له.
زعم أن له صحبة ، فأخرج له الخطيب ، وأبو إسحاق المستملي ، والمستغفري ، من طريق المظفر بن عاصم بن أبي الأغر العجليّ ، ويكنى أبا القاسم ، وكان قدومه من سامرا إلى خوارزم في سنة إحدى عشرة وثلاثمائة أحد الكذّابين ، وزعم أنه لقي مكلبة بن ملكان فحدثه أنه غزا مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أربعا وعشرين غزوة ، ومع سراياه ،
__________________
(١) في ج : الأعرج.
(٢) تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٩٣ ، أسد الغابة ت (٥٠٨٣).