وقد كان قيس بن عاصم قال لما قسم الصدقة في فقراء قومه كما يفعله كثير من أهل العصر ويظنون أن الإسلام يبقى مع ذلك قال :
ألا أبلغا عني قريشا رسالة |
|
إذا ما أتتكم (بينات) الودائع |
حبوت (١) بها في الدهر أعراض منقر |
|
وأيأست منها كل أطلس طامع (٢) |
في أبيات له وليس استقصاء ما قالوا غرضنا ، وإنما نريد ما تقع به الدلالة ، ولما أغار خالد بن الوليد على تميم وهم على ماء يقال له : البعوضة ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد ولى مالك بن نويرة على صدقات بني يربوع ، فلما قبض رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عمد مالك إلى ما جمع من الصدقة ففرقها على بني يربوع ، وثبت بزعمه على الإسلام فلامه الأقرع بن حابس (٣) والقعقاع بن معبد بن زرارة (٤) وقالا : لا تعجل بتفريق ما في يدك فلا بد من قائم بالأمر بعد محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال :
__________________
(١) في (أ) ، (ب) : جنوت ، وفي الطبري : حبوت
(٢) الأبيات في الطبري ج ٢ / ص ٥٢٢ ، حوادث سنة ١١ ه. وزاد عليها :
وجدت أبي والخال كانا بنجوة |
|
بقاع فلم يخلل بها من أدافع |
وانظر (الكامل) لابن الأثير ٢ / ٢٣٩.
(٣) الأقرع بن حابس بن عقال المجاشعي ، التميمي ، صحابي. قال في (الأعلام) : قدم على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في وفد من بني دارم (من تميم) فأسلموا ، وشهد حنينا وفتح مكة والطائف ، وسكن المدينة ، وكان من المؤلفة قلوبهم ، ورحل إلى دومة الجندل في خلافة أبي بكر وكان مع خالد بن الوليد في أكثر وقائعه حتى اليمامة ، واستشهد بالجوزجان سنة ٣١ ه. (الأعلام) ٢ / ٥ ، ومنه (تهذيب تأريخ ابن عساكر) ٣ / ٨٦ ، (ذيل المذيل) ٣٢ ، وخزانة البغدادي ٣ / ٣٩٧ ، و (عيون الأثر) لابن الأثير ٢ / ٢٠٥.
(٤) القعقاع بن معبد بن زرارة الدارمي التميمي ، المتوفى بعد سنة ٨ ه. قال في (الأعلام) : أدرك الإسلام فوفد على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مع رؤساء تميم وكانت فيه رقة فأشار أبو بكر بتأميره ، ولما كان يوم حنين بعثه النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم يأتيه بالخبر. وفي الطبري من روايات سيف بن عمر : أسند إليه بعد هذا التأريخ حوادث كثيرة.
انظر (الأعلام) ٥ / ٢٠٢ ، ومنه (الإصابة) رقم (١٧٢٨) ، و (الاشتقاق) ٢٣٧ ، و (بغية الأمل) ٤ / ٢١٨ ، و (المحبر) ١٤١ ، و (النقائض) ٢٥٨ ، ٧٧١.