دقيانوس ـ وهي ودائع آل قبير ـ قبرها وبعثها ودفنها [ونبثها] (١) ، وبها فطوقته العار طوق الحمامة ، لما استوعب من الوديعة وادعى [من] (٢) الإمامة ، قال : ولم يعلم منه خلاف ما أظهر ؛ وقد قدمنا أن المعلوم منه ضرورة خلاف ما أظهر ، ولا شك في ولاية المطرفية وكونه [لهم] (٣) إماما بزعمه وزعمهم ، ومذهبهم معلوم مشهور توالت به الأعصار والدهور.
وأما قوله : وحارب معه للدفع عن نفسه وماله. فهذا سؤال نازح عن العلم ، شاسع عن الفهم ؛ وهل يجوز لأحد من المسلمين محاربة الإمام فيفتقر إلى الدفع عن نفسه وماله أوليس الهجرة واجبة عليه إلى دار إمامه ، وإن لم يكن إمام وجبت الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام في جميع ليالي العصور والأيام ، فلا يفتقر ذلك إلى وجود الإمام ، وفي الحديث عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «وفي المؤمن والكافر لا يتراءى ناراهما» (٤) والمراد بذلك المساكنة وإلا فإنا جنة المسلمين نار المشركين للحرب واجبة عليهم ، ونارهم متقابلة ، وذلك من الفضائل ومتاجر الثواب ، وهذا لو كان
__________________
(١) في (أ) : وبينها ، وفي (ب) : ونبتها.
(٢) سقط من (أ).
(٣) سقط من (أ).
(٤) في (ب) : لا تراءى نارهما ، والحديث لم أجده بلفظه وهو بلفظ : «أنا بريء من كل مسلم مع مشرك ، قيل : يا رسول الله لم؟ قال : لا تتراءى ناراهما» في كتاب (المبسوط) للشيخ الألوسي ج ٢ ص ٢٤ ص ٢٥ ، وفي (شرح الأزهار) ج ٤ ص ٥٢٨ بلفظ : «المسلم والكافر لا تتراءى ناراهما» ، وفي كتاب (المسند) للإمام الشافعي ص ٤٩ من حديث طويل : «ألا إني بريء من كل مسلم مع مشرك ، قالوا : يا رسول الله لم؟ قال : لا تتراءى ناراهما» ، وكذلك في كتاب (الأم) للشافعي بنفس اللفظ ج ٦ ص ٣٧ ، وفي المجموع في شرح المهذب ج ١٩ ص ٢٦٣ ، قال : وفي طريق آخر ، ولم يذكر فيه عن جرير ، وقال : وهذا أصح ، وأخرجه أبو داود في كتاب (الجهاد) عن جرير ، والنسائي عن معاوية ، وابن ماجة عن جرير ، ونكتفي بهذا فهو في مصادر أخرى عديدة.