وقال المدائنيّ : مات عبد الله بن جعفر سنة أربع أو خمس وثمانين وهو ابن ثمانين.
قلت : وهو غلط أيضا. وقال خليفة : مات سنة اثنتين. وقيل سنة أربع وثمانين. وقال ابن البرقي ومصعب : [في سنة سبع وثمانين] (١) فهذا يمكن أن يصحّ معه قول الواقدي إنه مات وله تسعون سنة ، فيكون مولده قبل الهجرة بثلاث.
وقد أخرج البغويّ ، من طريق هشام ، عن عروة ، عن أبيه ـ أنّ عبد الله بن جعفر وعبد الله بن الزبير بايعا النبيّ صلىاللهعليهوسلم وهما ابنا سبع سنين. والصّحيح أن ابن الزبير ولد عام الهجرة.
وأخرج ابن أبي الدّنيا والخرائطيّ بسند حسن إلى محمد بن سيرين أنّ دهقانا من أهل السّواد (٢) كلّم ابن جعفر في أن يكلّم عليّا في حاجة ، فكلمه فيها ، فقضاها ، فبعث إليه الدهقان أربعين ألفا ، فقالوا : أرسل بها الدهقان فردّها ، وقال : «إنا لا نبيع معروفا» (٣).
وأخرج الدّار الدّارقطنيّ في «الأفراد» ، من طريق هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين ، قال : جلب رجل من التجار سكرا إلى المدينة فكسد عليه ، فبلغ عبد الله بن جعفر ، فأمر قهرمانه أن يشتريه (٤) وينهبه الناس.
وأخرج الطّبريّ (٥) والبيهقيّ في «الشّعب» ، من طريق ابن إسحاق المالكي ، قال : وجّه يزيد بن معاوية إلى عبد الله بن جعفر مالا جليلا هدية ، ففرّقه في أهل المدينة ولم يدخل منزله منه شيئا ، وفي ذلك يقول عبيد الله بن قيس الرّقيات :
وما كنت إلّا كالأغرّ بن جعفر |
|
رأى المال لا يبقى فأبقى له ذكرا |
[الطويل]
__________________
(١) ما بداخل القوسين في أ : مات سنة ثمانين.
(٢) السواد : موضعان أحدهما قرب البلقاء سميت بذلك لسواد حجارتها والثاني يراد به رستاق من رساتيق العراق وضياعها التي افتتحها المسلمون على عهد عمر بن الخطاب رضياللهعنه سمّي سوادا لخضرته بالنخل والزرع وحدّ السواد قال أبو عبيد : من حدثية الموصل طولا إلى عبادان ومن عذيب القادسية إلى حلوان عرضا فيكون طوله مائة وستين فرسخا فطوله أكثر من طول العراق لأن أول العراق في شرقي دجلة العلث على حدّ طسوج بزر جسابور وهي قرية تناوح حربي تمتد إلى آخر أعمال البصرة من جزيرة عبّادان وكانت تعرف بميان روذان ومعناه بين الأنهر وهي من كورة بهمن أردشير فطول العراق ثمانون فرسخا وهذا التفاوت لعله غلط فعرض العراق هو عرض السواد لا يختلف وذلك ثمانون فرسخا كما ذكر والله أعلم. مراصد الاطلاع ٢ / ٧٥٠.
(٣) في أ : بدل ما بداخل القوسين : إنا أهل البيت لا نبيع المعروف.
(٤) في أ : أن يشتريه وأن ينهيه.
(٥) في أ : وأخرج الطبراني من طريقه والبيهقي.