وهو سميع بصير ،
أي يعلم ما يسمعه ويبصره وادّعاه أمر زائد على العلم لا يتلقى إلّا من الشّاهد ومدركه الحواس فكيف
نثبته غائبا والاعتماد على المشاركة في الحياة وعدم الآفة لا يغني لما ذكرناه و لأنّ حياته مخالفة لحياتنا ، فلا يلزم الاشتراك في كلّ حكم
، فحياتنا مصحّحة للشهوة دون حياته.
وهو مريد ، أي
يعلم المصلحة في فعل ، فيدعوه علمه إلى إيجاده ولا زيادة على ذلك من الشّاهد وهو غير
ثابت غائبا ، لأنّ الزائد إن كان للذّات أو المعنى القديم أو الحادث فيه أو في
الجماد أو لا في محلّ ، فهو باطل بالمنافاة للكراهية وبما تبطل به المعاني القديمة
وباستحالة حدوثه وباستحالة قيام الإرادة بالجماد وبوجوب رجوع حكم الإرادة إلى
الحيّ وباستحالة حلول عرض لا في محل وتقديم الأفعال وتأخيرها وأمر عباده ونهيه وعقاب أهل
الآخرة إلى غير ذلك يكفي فيه الداعي وإذا تأمّلته وجدته صحيحا.
وهو متكلّم
واستفادته من السّمع ومعناه أنّه فاعل الكلام ، لأنّه في اللّغة كذلك وإلّا لزم أن يقال : تكلّم المصروع
والصّدى.
وقول الخصم بكلام
النّفس باطل ، لأنّا لا نعلمه ولا نجده وأيضا فهو متتابع متوال
__________________