بماله ، معناه
يتمكن منه ، فيكون الاسم على ذلك من أسماء الصفات ، والرب تعالى لم يزل ولا يزال
مالكا.
«القدّوس»
: فعول من القدس وهو
الطهارة والنزاهة ، ومعناه التنزيه من صفات النقص ودلالات الحدث ، وهو من أسماء
التنزيه والنفي. وسميت الأرض المقدسة مقدسة ، لأنها مبرأة من أوضار الجبابرة ،
وسميت الجنان حضرة القدس لذلك.
«السلام»
: قيل معناه ذو
السلامة من كل آفة ونقيصة ، فيكون من أسماء التنزيه ؛ وقيل معناه مالك تسليم
العباد من المهالك والمعاطب ، فيرجع إلى القدرة ؛ وقيل : ذو السلام على المؤمنين
في الجنان ، فيرجع إلى الكلام القديم والقول الأزلي ، قال الله تعالى : (سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ) [سورة يس : ٥٨].
«المؤمن»
: قيل معناه المصدق
؛ فإن الإيمان هو التصديق والرب تعالى مصدق نفسه ورسله بقول الصدق ، فالاسم راجع
إلى الكلام ؛ وقيل المؤمن معناه أنه تعالى يؤمن الأبرار من الفزع الأكبر ، وعلى
ذلك يحتمل صرف الاسم إلى القول ، فإن الرب تعالى سيؤمن عباده يوم العرض الأكبر
ويسمعهم قوله تعالى : (أَلَّا تَخافُوا وَلا
تَحْزَنُوا) [سورة فصلت : ٣٠]
، ويجوز صرف الاسم إلى القدرة على خلق الأمنة والطمأنينة ، فيكون من أسماء
الأفعال.
«المهيمن»
: قيل معناه الشاهد
؛ ثم ينقسم معنى الشاهد فيمكن حمله على العالم الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة ، ويمكن
حمله على القول بمعنى أن الرب تعالى يشهد على كل نفس بما كسبت ؛ قال الخليل في
تفسير المهيمن : هو الرقيب ، وسيأتي تفسير الرقيب ؛ وقيل : معنى المهيمن أصله
المؤيمن فقلبت الهمزة هاء على قياس قولهم : هرقت وأرقت في معنى ، وهرجت في أرقت
وأرجت ؛ والمؤيمن معناه الأمين ، وهو الصادق وعده.
«العزيز»
: معناه الغالب ،
والغلبة ترجع إلى القدرة ؛ ومن قول العرب : «من عزّ بزّ» معناه من غلب صلب ،
والأرض الصّلبة تسمى عزازا لقوتها ؛ وقيل : العزيز العديم المثل ، فالاسم على ذلك
يرجع إلى التنزيه.
«الجبّار»
: معناه مقدر الصلاح
، من قولهم : جبرت العظم الكسير فانجبر فهو من أسماء الأفعال إذا : وقيل : الجبار
معناه حامل العباد على ما يريد ، ويرجع الاسم إما إلى الفعل وإما إلى القدرة عليه
؛ وقيل : الجبار معناه الذي لا يؤثر فيه قصد القاصدين ولا يناله كيد الكائدين.
والنخلة إذا أرقلت وبسقت وفاتت الأيدي ، قيل نخلة جبارة ؛ فيقرب معنى الجبار من
معنى المتعال على ما يأتي تفسيره.
«المتكبر»
: معناه ومعنى «العليّ»
، و «المتعال» ، و «العظيم» واحد. ومن العلماء من حمل هذه الأسماء على التنزيه
والتعالي والتقدس عن أمارات الحدث وسمات النقص. ومن الأئمة من حمل