آخر : أنّه بسط لها رداءه ، وقال : «إنّ هذه من صدائق (١) خديجة وإنّ حسن العهد من الايمان». وفى حديث آخر (٢) : أنّ خالته من الرّضاعة أتته فبسط لها رداءه. وكان يأكل على الارض ويقول : «إنّما أنا عبد آكل كما يأكل العبد». وكان لا يذمّ ذواقا ولا يمدحه. فهذه أخلاقه ، ذكرنا منها على الاختصار ، ولو شرحنا محاسنها لطال الوصف بها (٣).
(٩) وأمّا خلقه فى اعتداله وحسن صورته وجماله التى يحكم (٤) بها أصحاب الفراسة (٥) ويستدلّون بها على تمام عقل الانسان ، فانّه كان مشتهرا بالجمال واعتدال الصّورة ، وكان معتدل القامة أطول من المربوع وأقصر من المشذّب ، عظيم الهامة ، رجل الشّعر ، واسع الجبين (٦) ، أزجّ الحواجب سوابغ (٧) فى غير قرن ، أقنى العرنين ، له نور يعلوه ، يحسبه (٨) من لم يتأمله أشمّ ، كثّ اللّحية ، سهل الخدّين ، ضليع الفم ، أشنب (٩) ، مفلّج الاسنان ، كان يفترّ عن مثل حبّ الغمام ، واسع الصّدر ، بعيد ما بين المنكبين ، طويل الزّندين ، رحب الرّاحة ، سبط القصب ، سائل الاطراف ، خمصان الأخمصين مسيح (١٠) القدمين ، خافض الطرف ، نظره إلى الارض أكثر من نظره إلى السّماء ، لا يسارق النّظر ولا يلاحظ (١١) ، بل كان يلتفت جمعا ، ولا ينظر شزرا نظر المسارق (١٢) ونظر التّعادى ؛ لأنّ الّذي ينظر شررا ، يكون متجسسا أو مضمرا حقدا ، فتنزّه
__________________
(١) ـ صدائق : حدائق A (٢) ـ آخر : ـ C (٣) ـ بها : + واما الوصف بهاA (٤) ـ يحكم : + التى يحكم B (٥) ـ الفراسة : الفلسفةB (٦) ـ الجبين : الجنبين C (٧) سوابغ : سوابغ A (٨) ـ يحسبه : يحببه A (٩) ـ اشنب : انشب C (١٠) ـ مسيح : فسيح C (١١) ـ يلاحظ : نال C (١٢) المسارق : المارق A ، السارق B