فغسلها غسلاً ، وكتب
عثمان مصحفاً لنفسه ومصحفاً لأهل المدينة ومصحفاً لأهل مكة ومصحفاً لأهل الكوفة
ومصحفاً لأهل البصرة ومصحفاً لأهل الشام).
وعليه فهذا القرآن هو قرآن جميع
المسلمين لا خصوص طائفة دون أخرى أو صحابي دون آخر ، وإنّ الشيعة الإمامية لاتختلف
عن غيرها في القول بحجّيته ، فهم يقرؤون بآياته وسوره ويستشهدون به في دروسهم
وبحوثهم الفقهية والأصولية والعقائدية ، وقد ألّفوا كتباً في تفسيره وعلومه ، وجعلوا
الحكم إليه عند تعارض الأخبار ، كل ذلك دلالة منهم على حجيته ومكانته ، وأنّه
الأصل الأول في التشريع عندهم.
والصحابة بلا فرق بين الإمام علي وعمر ،
وابن مسعود وعثمان ، وأُبيّ بن كعب وأبي الدرداء ، وأبي موسى الأشعري ومعاذ ، كانوا
يقبلون بهذا القرآن كانوا يقرءون ويأخذون به ، وكذا هو حال التابعين وتابعي
التابعين وأئمّة أهل البيت فالذي يقرأ به أبو حنيفة والشافعي ومالك واحمد لا يختلف
كثيراً عمّا يقرأ به الإمام الباقر والإمام الصادق ، فلماذا نراهم يسعون لاقصاء
ابن مسعود والإمام علي عن هذا القرآن وجعله خاصاً بعثمان أو زيد؟ مع أنّه قرآن
الجميع وان جميع الفرق الإسلامية تعتقد به دون فرق بين هذا أو ذاك.
وعليه فأئمّة أهل البيت قد قبلوا بهذا
المصحف وكانوا يتلون فيه ، وهو يعني عدم قبولهم بوقوع التحريف فيه ، لأنّهم كغيرهم
لا يسمحون بالقراءة في القرآن المحرَّف ، وإنّ الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام لا نراه يعترض على