ثُمَّ مَنْ [مَرَّ] فِي صِفَتِهِمْ ـ حَتَّى بَلَغَ مِنْ قَوْلِهِ ـ ثُمَّ جَاءَ الِاسْتِثْنَاءُ مِنَ اللهِ فِي الْفَرِيقَيْنِ جَمِيعاً ، فَقَالَ الْجَاهِلُ بِعِلْمِ التَّفْسِيرِ : إِنَّ هَذَا الِاسْتِثْنَاءَ مِنَ اللهِ إِنَّمَا هُوَ لِمَنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ ، وَذَلِكَ أَنَّ الْفَرِيقَيْنِ جَمِيعاً يَخْرُجَانِ مِنْهُمَا فَيَبْقَيَانِ ـ فَلَيْسَ فِيهِمَا أَحَدٌ وَكَذَبُوا لَكِنْ عَنَى بِالاسْتِثْنَاءِ ـ أَنَّ وُلْدَ آدَمَ كُلَّهُمْ وَوُلْدَ الْجَانِّ مَعَهُمْ ـ عَلَى الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ تُظِلُّهُمْ ، فَهُوَ يَنْقُلُ الْمُؤْمِنِينَ ـ حَتَّى يُخْرِجَهُمْ إِلَى وَلَايَةِ الشَّيَاطِينِ وَهِيَ النَّارُ ، فَذَلِكَ الَّذِي عَنَى اللهُ فِي أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ (ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) يَقُولُ فِي الدُّنْيَا ـ وَاللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَيْسَ بِمُخْرِجٍ أَهْلَ الْجَنَّةِ مِنْهَا أَبَداً ـ وَلَا كُلَّ أَهْلِ النَّارِ مِنْهَا أَبَداً ، وَكَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ وَقَدْ قَالَ اللهُ فِي كِتَابِهِ (ماكِثِينَ فِيهِ أَبَداً) لَيْسَ فِيهِمَا اسْتِثْنَاءٌ ، وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مَنْ دَخَلَ فِي وَلَايَةِ آلِ مُحَمَّدِ دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ دَخَلَ فِي وَلَايَةِ عَدُوِّهِمْ دَخَلَ النَّارَ ، وَهَذَا الَّذِي عَنَى اللهُ مِنَ الِاسْتِثْنَاءِ ـ فِي الْخُرُوجِ مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَالدُّخُولِ (١).
٦٧ ـ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِ اللهِ (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ) إِلَى آخِرِ الْآيَتَيْنِ ـ قَالَ : هَاتَانِ الْآيَتَانِ فِي غَيْرِ أَهْلِ الْخُلُودِ ـ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ وَالسَّعَادَةِ ، إِنْ شَاءَ اللهُ يَجْعَلَهُمْ خَارِجِينَ ـ وَلَا تَزْعُمُ يَا زُرَارَةُ إِنِّي أَزْعُمُ ذَلِكَ (٢).
٦٨ ـ عَنْ حُمْرَانَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ـ قَوْلُ اللهِ (خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ ـ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ) [لِأَهْلِ النَّارِ أَفَرَأَيْتَ [أَقْرَأْتَ] قَوْلَهُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ (خالِدِينَ فِيها ـ ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ)] (٣) قَالَ : نَعَمْ إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَهُمْ دُنْيَا فَرَدَّهُمْ وَمَا شَاءَ ، وَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ (خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ) فَقَالَ : هَذِهِ فِي الَّذِينَ يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ (٤).
٦٩ ـ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ : (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ) قَالَ : فِي ذِكْرِ أَهْلِ النَّارِ اسْتَثْنَى ـ وَلَيْسَ فِي ذِكْرِ أَهْلِ الْجَنَّةِ اسْتَثْنَى ، (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ـ ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ ـ عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) (٥).
__________________
(١ ـ ٢) البحار ج ٣ : ٣٩٢. البرهان ج ٢ : ٢٣٤. الصافي ١ : ٨١٤.
(٣) ما بين المعقفتين ليس في نسخة البحار والبرهان.
(٤) البحار ج ٣ : ٣٩٢. البرهان ج ٢ : ٢٣٤.
(٥) البحار ج ٣ : ٣٩٢. البرهان ج ٢ : ٢٣٤.