فَدُلَّ عَلَى
امْرَأَةٍ عَمْيَاءَ زَمِنَةٍ فَسَأَلَهَا مُوسَى أَنْ تَدُلَّهُ عَلَيْهِ فَأَبَتْ
إِلَّا عَلَى خَصْلَتَيْنِ يَدْعُو اللهَ فَيَذْهَبَ بِزَمَانَتِهَا ـ وَيُصَيِّرَهَا
مَعَهُ فِي الْجَنَّةِ فِي الدَّرَجَةِ الَّتِي هُوَ فِيهَا ـ فَأَعْظَمَ ذَلِكَ
مُوسَى فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ ـ وَمَا يُعْظِمُ عَلَيْكَ مِنْ هَذَا أَعْطِهَا
مَا سَأَلَتْ ، فَفَعَلَ فَوَعَدَتْهُ طُلُوعَ الْقَمَرِ ـ فَحَبَسَ اللهُ طُلُوعَ
الْقَمَرِ حَتَّى جَاءَ مُوسَى لِمَوْعِدِهِ ـ فَأَخْرَجَتْهُ مِنَ النِّيلِ فِي
سَفَطِ مَرْمَرٍ [مِنْ طِينٍ] فَحَمَلَهُ مُوسَى قَالَ : ثُمَّ قَالَ إِنَّ
رَسُولَ اللهِ ص قَالَ : لَا تَأْكُلُوا فِي فَخَّارِهَا وَلَا تَغْسِلُوا رُءُوسَكُمْ بِطِينِهَا ، فَإِنَّهُ
يُورِثُ الذِّلَّةَ وَيَذْهَبُ بِالْغَيْرَةِ .
٧٤ ـ عَنِ
الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ع قَالَ ذَكَرَ أَهْلَ
مِصْرَ وَذَكَرَ قَوْمَ مُوسَى وَقَوْلَهُمْ : (فَاذْهَبْ أَنْتَ
وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ) فَحَرَّمَهَا اللهُ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً
وَتَيَّهَهُمْ ، فَكَانَ إِذَا كَانَ الْعِشَاءُ وَأَخَذُوا فِي الرَّحِيلَ ـ نَادَوْا
الرَّحِيلَ الرَّحِيلَ الْوَحَى الْوَحَى ـ فَلَمْ يَزَالُوا كَذَلِكَ حَتَّى تَغِيبَ
الشَّمْسُ ـ حَتَّى إِذَا ارْتَحَلُوا وَاسْتَوَتْ بِهِمْ الْأَرْضُ ـ قَالَ اللهُ
لِلْأَرْضِ دِيرِي بِهِمْ ـ فَلَا يَزَالُوا كَذَلِكَ حَتَّى إِذَا أَسْحَرُوا
وَقَارَبَ الصُّبْحُ ـ قَالُوا إِنَّ هَذَا الْمَاءَ قَدْ أَتَيْتُمُوهُ
فَانْزِلُوا فَإِذَا أَصْبَحُوا إِذَا أَبْنِيَتُهُمْ وَمَنَازِلُهُمْ ـ الَّتِي
كَانُوا فِيهَا بِالْأَمْسِ فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : يَا قَوْمِ لَقَدْ
ظَلَلْتُمْ وَأَخْطَأْتُمُ الطَّرِيقَ ـ فَلَمْ يَزَالُوا كَذَلِكَ حَتَّى أَذِنَ
اللهُ لَهُمْ ـ فَدَخَلُوهَا وَقَدْ كَانَ كَتَبَهَا لَهُمْ .
٧٥ ـ عَنْ دَاوُدَ
الرَّقِّيِّ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ ع يَقُولُ : كَانَ أَبُو
جَعْفَرٍ ع يَقُولُ نِعْمَ الْأَرْضُ الشَّامُ وَبِئْسَ الْقَوْمُ أَهْلُهَا ،
وَبِئْسَ الْبِلَادُ مِصْرُ أَمَا إِنَّهَا سِجْنُ مَنْ سَخِطَ اللهُ عَلَيْهِ ،
وَلَمْ يَكُنْ دُخُولُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِصْرَ إِلَّا مِنْ سَخَطِهِ
وَمَعْصِيَتِهِ مِنْهُمْ لِلَّهِ ، لِأَنَّ اللهَ قَالَ :
__________________