مثل هذا من خلقه» (١)
إلى هنا تمّ الكلام حول الشهود الخارجيين ، وإليك الكلام في الشهود الداخليين ، الذين لا ينفكون عن نفس المجرم.
الشاهد الخامس : الأعضاء والجوارح
من عجيب الأمر أن تشهد أعضاء الإنسان عليه : لسانه ويده ورجله ، بأمر من الله سبحانه.
يقول سبحانه : (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ)(٢).
ويقول سبحانه : (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) (٣).
وأما كيفية الشهادة فهي من الأمور الغيبية نؤمن بها ، وما إنطاقها عليه بعزيز ، وقد وسعت قدرته تعالى كلّ شيء.
الشاهد السادس : الجلود
وتشهد على الناس جلودهم أيضا.
يقول سبحانه : (حَتَّى إِذا ما جاؤُها شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ* وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا ، قالُوا أَنْطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ) (٤).
وقوله : (أَنْطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ) ، يشير إلى سعة قدرته سبحانه
__________________
(١) تفسير نور الثقلين ، ج ١ ، ص ١١٣ ، الحديث ٤٠٩.
(٢) سورة النور : الآية ٢٤.
(٣) سورة يس : الآية ٦٥.
(٤) سورة فصلت : الآيتان ٢٠ و ٢١.