لكلام المسيح حتى
ثلثهما بالاختلاف والتحريف ليكمل له التثليث ، ففي متى «١٠ ، ٣٣» من ينكرني قدام
الناس أنكره أنا أيضا قدام أبي الذي في السموات ، وفي لوقا «١٢ ، ٩» ومن أنكرني
قدام الناس ينكر قدام ملائكة الله ، والمتكلف ينقله بتحريفه هكذا : من ينكرني قدام
الناس أنكره قدام ملائكة أبي في السموات ، وكذا ثلث بالاختلاف والتحريف في نقله عن
قول المسيح : لا تخافوا ممن يقتل الجسد بل خافوا ممن يقتل الجسد ويعذب النفس معا ،
فطابقه مع «مت ١٠ ، ٢٨ ولو ١٢ ، ٤ و ٥».
ويكفي في بطلان
التشبث بهذا الكلام انه يفتح باب الاعتراض على المسيح حيث تذكر الاناجيل انه سئل
عن اعطاء الجزية لقيصر فصار يعمى في الجواب ويوري به على وجه يوهم ما يخالف حكم
الله ، فانظر «مت ٢٢ ومر ١٢ ولو ٢٠» ولم يتردد في اليهودية لأن اليهود كانوا
يطلبون ان يقتلوه «يو ٧ ، ١» ولأجل ذلك لم يكن يمشي بينهم علانية «يو ١١ ، ٥٣ و ٥٤»
وهذا يقتضي ان الخوف من الناس قد صده عن دعوته وتعليمه ، هذا كله ولم يكن في دعوة
التلاميذ إلا الوعظ بأنه قد اقترب ملكوت السموات وملكوت الله «مت ١٠ ، ٧ ولو ١٠ ،
٩».
وليس في هذا مظنة
خوف لأنه ليس فيه مصادمة لنحلة المدعوين لا في عبادتهم ولا في شريعتهم ، بل هي
بشارة مجملة تمتد إليها الأعناق وتنشرح لها الصدور فان اليهود كانوا ينتظرونها.
* * *
وقال الله تعالى
في سورة النحل ٧١ : (يَخْرُجُ مِنْ
بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ).
فقال المتكلف «يه
٢ ج ص ٨٤» : ادعى القرآن ان عسل النحل شفاء من كل داء.
قلنا : لا يخفى
على من اطلع على الطب ان العسل فيه شفاء من أدواء كثيرة ، وأيسر ذلك انه الجزء
المقوم في المعاجين والترياقات الكبار الفعالة وقد