(وَإِنْ كُنَّا) اى انّه كنّا (لَمُبْتَلِينَ) يعنى كنّا قديما ممتحنين عبادنا بالشّرّ والخير أو كنّا ممتحنين في إرسال نوح (ع) وتوانينا في إهلاك قومه (ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ) هم قوم هود أو قوم صالح (فَأَرْسَلْنا فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ) هو هود أو صالح (أَنِ اعْبُدُوا اللهَ) ان تفسيريّة وتفسير لارسلنا لانّ فيه معنى القول (ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ) مضى الآية قبيل هذا (وَقالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقاءِ الْآخِرَةِ) قولا كمنكرى البعث أو فعلا وحالا كأكثر أهل كلّ زمان (وَأَتْرَفْناهُمْ) أنعمنا عليهم بنعمة أبطرتهم (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ما هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ) ذكروا الجملتين لتأكيد التّشابه واستغراب التّفضيل (وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ) لضياع بضاعتكم الّتى هي عقولكم بإطاعة بشر مثلكم (أَيَعِدُكُمْ) استبعاد لهذا الوعد لعدم إقرارهم بالمعاد (أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ) انّكم الثّانى تأكيد للاوّل أتى به لطول الكلام والفصل بين انّ الاولى وخبرها ، أو انّكم الثّانى مبتدء خبره الظّرف المتقدّم والجملة خبر انّ الاولى ، أو انّكم الثّانى فاعل فعل محذوف جواب للشّرط ، أو هو مبتدء محذوف الخبر والجملة جواب للشّرط بتقدير الفاء ، أو هو فاعل للظّرف والظّرف خبر انّ الاولى ، أو خبر انّ الاولى محذوف وانّ الثّانية مع خبرها تأكيد لانّ الاولى وخبرها (هَيْهاتَ هَيْهاتَ) قرئ هيهات بتثليث التّاء منوّنا وغير منوّن وبسكون التّاء وبإبدالها هاء ساكنة وفي هيهات اثنتان وخمسون لغة هيهات وأيهات ، وهيهان وايهان ، وهيهات وهايهان ، وآيهات وآيهان ، مثلّثات الاخر منوّنات وغير منوّنات ، وهيهات ساكنة الآخر بالتّاء وبالهاء وايها وايآت وهي اسم للبعد ، أو اسم فعل بمعنى بعد سواء جعل مفردا أو جمعا لهيه وهو كلمة طرد وزجر ، وإذا كان اسما للبعد كان (لِما تُوعَدُونَ) خبره ، وإذا كان اسما للفعل كان ضمير الفاعل مستترا فيه وكان لام لما توعدون للتّبيين (إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا) جواب لسؤال مقدّر في مقام التّعليل (نَمُوتُ وَنَحْيا وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً وَما نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ) اى مذعنين أو لقوله موقنين (قالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ قالَ) الله اجابة لدعائه (عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً) الغثاء ما احتمل السّيل من الزّبد والهالك والبالي (فَبُعْداً) بعدوا بعدا حذف الفعل وأقيم المصدر مقامه والقياس فبعدا لهم لكنّه وضع المظهر موضع المضمر للاشعار بعلّة الحكم وذمّ آخر لهم فقال (لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) واللّام للتّبيين وهو اخبار أو دعاء عليهم والمعنى انّ الهلاكة ثابتة للقوم الظّالمين (ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ) فأهلكوا في موعدهم المقدّر لهم فانّ قوله (ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ) كناية من إهلاكهم في موعد إهلاكهم وتهديد للحاضرين (ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا) هو من الوتر ضدّ الشّفع والتّاء مبدل من الواو كتاء تقوى وهو وصف أو مصدر والالف للتّأنيث مثل التّقوى أو للإلحاق وعليهما قرئ غير منوّن ومنوّنا والمعنى أرسلنا رسلنا واحدا واحدا لكنّ المواترة لا تستعمل الّا إذا كان بين الأشياء تعاقب بتراخ فانّه إذا لم يكن بينها تراخ يقال بينها مداركة ومواصلة (كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ بَعْضاً) في العقاب والإهلاك (وَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ) يتحدّث بهم ويسمر بقصصهم وهو