رَبِّي) في الولاية وهو مقام القلب والعقل (إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وَوَهَبْنا لَهُ) بعد هجرته الى الشّام ومكثه بها مدّة طويلة (إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ) بعد إسحاق (ع) (وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ) اى الرّسالة أو جنس الكتاب السّماوىّ (وَآتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا) بان صار عزيزا في الدّنيا وأعطيناه أموالا كثيرة من اموال الدّنيا وجعلنا له لسان صدق في الدّنيا بانّه ليس أحد الّا وهو يمدحه (وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) الّذين لم يبق عليهم شوب فساد (وَ) أرسلنا (لُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ) بتعرّضكم للمارّة لأجل الفاحشة فيمتنعون عن السّفر على بلادكم أو تقطعون سبيل الولد أو تقطعون السّبيل بنهب اموال المارّة ، وقيل : كانوا يرمون ابن السّبيل بالخزف فايّهم اصابه كان اولى به ويأخذون ماله وينكحونه ويغرمونه ثلاثة دراهم وكان لهم قاض يقضى بذلك (وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ) عن الرّضا (ع) : كانوا يتضارطون في مجالسهم من غير حشمة ولا حياء ، وقيل: المراد به جملة القبائح فانّه كان مجالسهم تشتمل على أنواع القبائح مثل الشّتم والصّفع والقمار وضرب المخراق وحذف الأحجار على من مرّ بهم وضرب المزامير وكشف العورات واللّواط ، وقيل : انّهم كانوا يأتون الرّجال في مجالسهم (فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا ائْتِنا بِعَذابِ اللهِ) تهكّما به (إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ قالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى) بالولد بعد اليأس منه (قالُوا) لإبراهيم (ع) بعد التّفصيل الّذى وقع بينهم كما سبق (إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ) قرية لوط (إِنَّ أَهْلَها كانُوا ظالِمِينَ قالَ إِنَّ فِيها لُوطاً) بعد ما جادلهم في عدم إهلاكهم وبعد ما قال لهم ان كان فيها واحد من المؤمنين اهلكتموهم؟ ـ وقالوا له : لا ، قال : انّ فيها لوطا (قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ) زاد ان هاهنا لتأكيد لصوق الجزاء بالشّرط بخلاف حكاية الرّسل مع إبراهيم (ع) فانّ التّأكيد لم يكن هناك مطلوبا ولم يكن أخبارهم باهلاك قوم لوط الّا بعد مدّة من ورودهم عليه (رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ) ورد عليه المساءة بسبب مجيئهم لما كان يعلم من حال قومه وتفضيحهم للمارّة (وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً) كناية عن ضيق الخلق وعدم الطّاقة فانّ طويل اليد يسع من الأعمال ما لا يسعه قصيرها (وَقالُوا) بعد ما رأوا مساءته (لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ) ممّا تخاف وتحزن عليه (إِنَّا مُنَجُّوكَ) من هذه القرية أو من العذاب الّذى جئنا له (وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ) الإتيان بالماضي لتحقّق وقوعه (إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ) عذابا منها (بِما كانُوا يَفْسُقُونَ وَلَقَدْ تَرَكْنا مِنْها آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) هي منزل لوط بقي عبرة للسّيّارة أو اثر تقليب القرى وخرابها (وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ) في المعاشرة والقبيلة (شُعَيْباً فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ) الزّلزلة الشّديدة فيها الصّيحة (فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ وَعاداً وَثَمُودَ) اى اذكر ، أو ذكّرهما ، أو أرسلنا إليهما فحذف حرف الجرّ ونصبا (وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَساكِنِهِمْ) بعض مساكنهم عند المرور عليها أو تبيّن لكم من مساكنهم ما فعلنا لهم (وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ) الّذى ينبغي ان يسلكه الإنسان وهو سبيل الآخرة وسبيل