بلاء .. وذلك أن الله سبحانه أقام هذا الوجود على الحق ، كما خلقه بالحق الذي ينتظم كل ذرة فى هذا الوجود .. ولهذا فقد اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى أن يجعل سلطان الحق قائما على هذا الوجود ، وأن يقطع دابر الباطل إذا هو طاف بحمى الحق ، واعترض سبيله .. وهذا ما يشير إليه القرآن الكريم فى أكثر من موضع ، فيقول الله سبحانه وتعالى : (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ) (١٨ : الأنبياء) ويقول سبحانه : (وَيُرِيدُ اللهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْباطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ) (٧ ـ ٨ : الأنفال)
وإذن ، فهذه الضربات التي تنزل بأهل الباطل ، فى هذه الدنيا ، هى وقاية للحق من أن يغتاله الباطل .. فإذا كانت الآخرة ، كان القضاء المبرم على الباطل وأهله جميعا .. وفى هذا اليوم ينطق الوجود كله بحمد الله ، أن قضى على الباطل والشر والضلال ، وكل ما من شأنه أن يخرج على طريق الحق .. (وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (٧٥ : الزمر)
قوله تعالى :
(إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ).
الميقات : اسم زمان ، والمراد به وقت الموعد الذي يكون فيه الحساب والجزاء .. وهو يوم القيامة.
ففى هذا اليوم ـ يوم القيامة ـ يصفّى حساب الناس جميعا .. فيجمع أهل الباطل على مختلف صورهم ، ويلقى بهم فى جهنم ليكونوا حطبا لها .. وبهذا يتخلص الحق من كل ما علق به من شوائب .. وفى هذا اليوم يتعرّى أهل