إن الموت ليس هو نهاية الإنسان ، بل إنه مرحلة من مراحل وجوده ، وموقف يتحول به من عالم إلى عالم آخر .. فيه حساب وجزاء.
قوله تعالى :
(وَلَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ وَما كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غافِلِينَ).
الطرائق : جمع طريقة ـ وهى الطبقات .. بعضها فوق بعض .. والسبع الطرائق : السموات السبع .. وهذا ما يشير إليه قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً) (١٥ : نوح).
فالسّموات ، ليست كما تبدو فى مرأى العين ، سقفا جامدا ، وإنما هى طبقات من الأثير ، بعضها فوق بعض ، كما أن الأرض طبقات من المادة الكثيفة .. بعضها فوق بعض كذلك .. طبقة قشرية من تراب .. ثمّ تحتها طبقات من أحجار ، ومعادن .. وغيرها ، مما لم يبلغه علم الإنسان ..
ـ وفى قوله تعالى : (وَما كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غافِلِينَ) ـ إشارة إلى أن الله سبحانه وتعالى ، إذ يخلق ما يخلق ، فإنه ـ سبحانه ـ يقوم على أمر هذا الخلق وتدبيره ، ويمسك نظامه ، ويحفظ وجوده.
وهذا ما يشير إليه قوله تعالى : (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ..) فهو وحده ـ سبحانه ـ الذي يخلق ، وهو وحده ـ جل شأنه ـ الذي يدبّر أمر ما خلق.
قوله تعالى :
(وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ).
هو بيان لقوله تعالى : (وَما كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غافِلِينَ ..)
وذلك أن الله ـ سبحانه ـ الذي خلق الإنسان ، لم يدعه وشأنه ، بل