قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    التّفسير القرآني للقرآن [ ج ٨ ]

    328/441
    *

    وردّ هذا الاعتراض ، ملك واحد .. كما جاء فى قوله تعالى : (قالَ كَذلِكِ اللهُ يَخْلُقُ ما يَشاءُ) (٤٧ : آل عمران) ..

    وثالثا : لم تشر الآيات فى آل عمران إلى أن أحدا من الملائكة قد تمثل لها فى صورة بشر ، وهنا قد أشارت الآيات إلى أن «الروح» قد تمثل لها بشرا سويا ..

    فما جاء هنا مكمل للصورة التي جاءت هناك ، شارح لها ، على حين يمكن أن تستقل كل صورة بالكشف عن الحدث ، دون أن يختلف وجه الحقيقة بينهما ..

    ورابعا : فى قوله تعالى : (فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ) إشارة إلى أن عيسىعليه‌السلام قد ولد ميلادا طبيعيا من رحم أمه ، كما يولد غيره من الناس ، وكما تلد الأمهات أبناءهن .. وأن مريم قد حملت به حملا طبيعيا ، حتى إذا استوفت مدة حمله ، وأحست بالمخاض لجأت إلى جذع نخلة ، واستندت إليها ، حتى تجد القوة على دفع الحمل من رحمها ..

    وخامسا : قوله تعالى : (فَناداها مِنْ تَحْتِها أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا) ..

    اختلف فى المنادى لها : أهو ملك؟ أم وليدها الذي بدأ يتحرك إلى العالم الخارجي؟ ..

    والذي نأخذ به ، هو أن المنادى لها ، لا يكون ملكا ، إذ لو كان ملكا لناداها من علوّ ، وهو الجهة المتنزل منها .. وأنه إذا كان المنادى ملكا فلم يجىء إليها من تحت لا من فوق؟ وإذن فالمنادى لها هو من كان تحتها بالفعل ، وهو وليدها! ..

    وفى حديث وليدها إليها فى هذا الوقت ، ما يكشف لها عن التجربة التي