قال تعالى : (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ) (٤٩ : القمر) وقال سبحانه : (وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ) (١٠ : فصلت) ومعنى هذا فى المصدر ، ومشتقاته : التقدير ، ووضع الشيء فى موضعه المناسب له ..
عن عكرمة عن الضحاك ، قال فى قوله تعالى : (وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها) أي أرزاق أهلها ، وما يصلح لمعاشهم ، من التجارات ، والأشجار ، والمنافع ، فى كل بلدة ، ما لم يجعله فى الأخرى ..
* * *
من ذلك نرى أن دائرة القدر أشمل وأعمّ .. من دائرة القضاء ..
فالقدر تدبير .. والقضاء حكم ..
القدر تصميم .. والقضاء تنفيذ ..
يقول الإمام الغزالي ..
القدر : اسم لما صدر مقدّرا عن فعل القادر ..
والقضاء : هو الخلق ..
«والفرق بين القضاء والقدر ، أن القدر ، أعمّ ، والقضاء ، أخصّ ..
«فتدبير الأوليات قدر ..
«وسوق تلك الأقدار بمقاديرها وهيئاتها إلى مقتضياتها ، هو القضاء.
«فالقدر .. إذن .. تقدير الأمر بدءا.
«والقضاء .. فصل ذلك الأمر وقطعه ، كما يقال : «قضى القاضي» (١) أما الفيلسوف «ابن سينا» فيرى عكس هذا ..
__________________
(١) من كتاب فرائد اللآلى من رسائل الغزالي ص ١٥٦.