يقوت الأحياء ، ومن بالغ حكمته أن يدعو الإنسان إلى السموّ بروحه ، والاستعلاء بذاته .. فذلك هو الإنسان .. أما ماوراء ذلك من ماديات الإنسان فهى تبع ، وليست أصلا ، وهى ثان وليست أولا.
____________________________________
الآيات : (١٣١ ـ ١٣٤)
(وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكانَ اللهُ غَنِيًّا حَمِيداً (١٣١) وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً (١٣٢) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكانَ اللهُ عَلى ذلِكَ قَدِيراً (١٣٣) مَنْ كانَ يُرِيدُ ثَوابَ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللهِ ثَوابُ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَكانَ اللهُ سَمِيعاً بَصِيراً) (١٣٤)
____________________________________
التفسير : فى الآيات السابقة استعرض القرآن الكريم وجوه الناس : من مؤمنين ، ومنافقين ، وكافرين ، وأقام كل فريق منهم بالمكان الذي هو أهل له ، من قرب أو بعد من الله ، وما أعدّ له من ثواب أو عقاب .. وقد ختمت هذه الآيات باستعراض لقدرة الله سبحانه ، وسعة ملكه ، وبسطة نفوذه ، وذلك فى قوله تعالى : (وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطاً) .. ثم تلا ذلك وقفة مع المؤمنين فيما يعنيهم من أمر دينهم ، وكان ذلك فى أمور تتصل بالنساء وعلاقة الرجال بهن ، وقد جاءهم من الله فى هذا البلاغ المبين ..
وهنا فى هذه الآيات استدعاء للناس جميعا ، من مؤمنين ، وكافرين ،