قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    التّفسير القرآني للقرآن [ ج ١ ]

    293/312
    *

    وفى القرآن الكريم ، وفى السنة المطهرة ـ كما قلنا ـ منهاج متكامل حكيم لإقامة هذا البناء. وإحكام هذا النسج المتلاحم بين الرجل والمرأة ، إذا استقام المجتمع الإنسانى عليه ، ونسج على منواله.

    ولكن الذي حدث كان على غير هذا الاتجاه ، إذ أنّ تفسير القرآن بدأ فى عصر كانت فيه المرأة قد أخذت وضعا جائرا فى المجتمع ، لكثرة ما ازدحم فى عصور الخلفاء والأمراء والوزراء وأصحاب الجاه والثراء ـ من الإماء ، اللائي غلبن على الحرائر ، واستأثرن بالنصيب الأوفر عند الرجال ، وبهذا صرن الوجه البارز للمرأة فى هذا العصر ، فى حين أصبحت المرأة الحرة فى بيت الرجل شيئا كماليّا ، لا يراد منه غير أن يكون للرجل امرأة ، يكون له منها الولد أو الأولاد!

    وحين أخذ المفسرون ينظرون فى كتاب الله ، وفى الآيات التي تمسّ المرأة ، وتقرر الأحكام التي تربط بينها وبين الرجل ، وتحدد مالها من حقوق وما عليها من واجبات ـ حينئذ كانت نظرة المفسرين إلى المرأة واقعة على هذه الصورة الشائهة لها ، المعزولة عن الوضع الصحيح الذي أقامتها الشريعة عليه .. ومن هنا كان تأويل آيات الكتاب الكريم واقعا تحت هذا المفهوم الجديد للمرأة ، متأثرا به ، مقدورا بقدره!

    وقد جاء الفقهاء على آثار المفسّرين فنظروا من وراء نظرتهم ، وبنوا أحكامهم على أساس تلك النظرة ، فبخسوا المرأة حقّها وأزالوها عن تلك المنزلة التي رفعها الإسلام إليها ، وأعادوها إلى أنزل من الوضع الذي كانت عليه فى الجاهلية.

    والشيء الذي يلفت النظر فى هذا هو أن كلمة المفسّرين الأولى فى تأويل كتاب الله ؛ كانت طريقا سلكه كل من جاءه بعدهم ، فنظر بنظرهم ، وأخذ