تتوجه بذاتها
نحوها وتفصيل ذلك هو :
إن الموجودات
الطبيعية النامية المتحركة ، وكذلك النفوس ، لها غايات ذاتية زمانية تتوجه إليها
بذاتها وبحسب غرائزها ، وتسير نحوها طالبة لها ، وتلك الغايات هي الكمال في الوجود
والقوة فيه ، فتخرج بحركتها نحوها من النقص إلى الكمال ، ومن الضعف إلى الشدة ،
ومن الاستعداد إلى الفعلية ، شيئا فشيئا إلى أن تحصل الغاية المذكورة لها.
فالنفس ما دامت في
البدن يقوى وجودها حتى تصير مستغنية عن المتعلّق ـ أي البدن ، فعودها بعد فساد
البدن مادية الذات ـ كما يقوله أهل التناسخ من أن النفس بعد فساد البدن تصير مادية
أي نفسا حيوانية غير مجردة ذاتا وفعلا ـ وهبوطها من القوة والشدة في الوجود إلى
الضعف فيه ـ كما هي الحال في كل نفس فإنها في أول الفطرة تحدث في البدن ضعيفة
الوجود ، ثم تترقى إلى مراحل الفعلية في الوجود التام والآراء والملكات والأخلاق ـ
، إن عودها إلى ما ذكر يناقض القول بأن
__________________