إلى غير ذلك من القول (١).
وقال إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن حارثة ، عن عليّ رضياللهعنه قال : لمّا قدمنا المدينة ، أصبنا من ثمارها فاجتويناها وأصابنا بها وعك. فكان (٢) النّبيّ صلىاللهعليهوسلم يتخبّر عن بدر. فلما بلغنا أنّ المشركين قد أقبلوا ، سار رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى بدر ـ وهي بئر ـ فسبقنا المشركين إليها. فوجدنا فيها رجلين : رجلا من قريش ومولى لعقبة بن أبي معيط. فأما القرشيّ فانفلت ، وأمّا مولى عقبة فأخذناه فجعلنا نقول له : كم القوم؟ فيقول : هم والله كثير عددهم شديد بأسهم. فجعل المسلمون إذا قال ذلك ضربوه. حتى انتهوا به إلى النّبيّ صلىاللهعليهوسلم فقال له : كم القوم؟ [قال] (٣) : هم والله كثير عددهم شديد بأسهم. فجهد أن يخبره كم هم فأبى. ثم سأله : كم ينحرون كلّ [١٦ أ] يوم من الجزور؟ فقال : عشيرة. فقال نبيّ الله صلىاللهعليهوسلم : القوم ألف ، كلّ جزور لمائة وتبعها.
ثم إنّه أصابنا من الليل طشّ (٤) من مطر ، فانطلقنا تحت الشجر والحجف (٥) نستظلّ تحتها (٦). وبات رسول الله صلىاللهعليهوسلم يدعو ربّه ويقول : «اللهمّ إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض». فلما طلع الفجر نادى رسول الله صلىاللهعليهوسلم : الصلاة جامعة. فجاء النّاس من تحت الشجر والحجف (٧) فصلّى بنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم وحضّ على القتال. ثم قال : إنّ جمع قريش عند
__________________
(١) الواقدي : كتاب المغازي ١ / ٧٩ وانظر : البداية والنهاية ٣ / ٢٨٠.
(٢) في ح : (وكان).
(٣) سقطت من الأصل ، وأثبتناها من ع. وفي ح : (فقال).
(٤) الطش : المطر الخفيف.
(٥) الحجف : جمع حجفة ، وهي الترس من الجلود خاصة.
(٦) البداية والنهاية ٣ / ٢٦٧.
(٧) زاد في ح : والجرف. وفي الأصل رسمت علامة الإلحاق على كلمة «الحجف». وكتب إزاءها في الهامش «خ : والجرف» أي في نسخة.