على ضدّ ما قال عند سيبويه ، والأجود عند سيبويه فيما لم يقل فيه بنو فلان الصرف نحو : قريش وثقيف وما أشبههما وكذا ثمود ، والعلة في ذلك أنه لمّا كان التذكير الأصل وكان يقع له مذكّر ومؤنّث كان الأصل والأخفّ أولى والتأنيث جيّد بالغ حسن ، وأنشد سيبويه في التأنيث : [الكامل]
٢١٥ ـ غلب المساميح الوليد سماحة |
|
وكفى قريش المعضلات وسادها (١) |
(غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ) ولا يجوز إدغام الهاء في الهاء إلّا على لغة من حذف الواو في الإدراج (إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ) أي قريب الإجابة.
(وَيا قَوْمِ هذِهِ ناقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ قَرِيبٌ) (٦٤)
(هذِهِ ناقَةُ اللهِ) ابتداء وخبر ، وقيل : ناقة الله لأنه أخرجها لهم من جبل على ما طلبوا على أنهم يؤمنون. (لَكُمْ آيَةً) نصب على الحال. (فَذَرُوها) أمر فلذلك حذفت منه النون ، ولا يقال : وذر ولا واذر إلّا شاذا ، وللنحويين فيه قولان : قال سيبويه (٢) : استغنوا عنه بترك ، وقال غيره : لما كانت الواو ثقيلة وكان في الكلام فعل بمعناه لا واو فيه ألغوه ، (تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ) جزم لأنه جواب الأمر. قال أبو إسحاق : ويجوز رفعه على الحال والاستئناف. (وَلا تَمَسُّوها) جزم بالنهي. قال الفراء. (بِسُوءٍ) أي بعقر (فَيَأْخُذَكُمْ) جواب النهي (عَذابٌ قَرِيبٌ) من عقرها.
(فَعَقَرُوها فَقالَ تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ) (٦٥)
(فَعَقَرُوها فَقالَ تَمَتَّعُوا) أي بنعم الله جلّ وعزّ قبل العذاب. (ثَلاثَةَ أَيَّامٍ) ظرف زمان.
(فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا صالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ) (٦٦)
قال أبو حاتم : حدّثنا أبو زيد عن أبي عمرو أنه قرأ (وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ) أدغم الياء في الياء وأضاف وكسر الميم من يومئذ. قال أبو جعفر : الذي يرويه النحويون مثل سيبويه ومن قاربه عن أبي عمرو في مثل هذا الإخفاء فأما الإدغام فلا يجوز لأنه يلتقي
__________________
(١) الشاهد لعديّ بن الرقاع في ديوانه ص ٤٠ ، وخزانة الأدب ٤٠ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٢٨٢ ، والطرائف الأدبية ٩٠ ، ولسان العرب (قرش) ولجرير في لسان العرب (سمح) ، وليس في ديوانه ، وهو بلا نسبة في الإنصاف ص ٥٠٦ ، وما ينصرف وما لا ينصرف ٥٩ ، والمقتضب ٣ / ٣٦٢ ، والكتاب ٣ / ٢٧٤.
(٢) انظر الكتاب ٤ / ٢٢٨.