وقيل انه تظهر
منها أمارة تدل على الفرق بين العاصي والمطيع وكل ذلك جائز.
وأما الميزان : فقال قوم انه عبارة عن العدل والتسوية والقسمة
الصحيحة كما يقولون كلام فلان موزون وأفعاله موزونة. وهذا وجه حسن يليق بفصاحة
الكلام. وقال قوم المراد به الميزان ذو الكفتين وإن الأعمال وإن لم يصح وزنها
فالصحف التي فيها هذه الأعمال يصح وزنها وقيل إنه يجعل النور في إحدى الكفتين
والظلمة في الأخرى ويكون لنا في الأخبار عن ذلك مصلحة في التكليف.
وأما الصراط : فقال
قوم انه طريق أهل الجنة والنار. وانه يتسع لأهل الجنة ، ويتسهل لهم سلوكه ويضيق على أهل النار ويشق
عليهم سلوكه. وقال آخرون المراد به الحجج والأدلة المفرقة بين أهل الجنة والنار
المميزة بينهم.
فأما أهل الآخرة
فالتكليف عن جميعهم زائل مثابين كانوا أو معاقبين ، وإنما كان كذلك لأنهم لو كانوا
مكلفين لجاز منهم وقوع التوبة فيسقط عقابهم وذلك يمنع منه الإجماع ويمنع أيضا من
استحقاق ثواب أو عقاب لإجماعهم على إنه ليس بدار استحقاق ولأن من شأن الثواب أن
يكون خالصا صافيا من أنواع الشوب والكدر ، والتكليف ينافي ذلك.
__________________