بل الحكمة فى
انزالها : أن السحرة كانوا يتلقون الغيب من الشياطين ، وكانوا يلقونها فيما بين الخلق ، وكان
ذلك تشبيها بالوحى النازل على الأنبياء عليهمالسلام. فالله تعالى أمرهما بالنزول الى الأرض حتى يعلما كيفية
السحر للناس ، حتى يظهر بذلك الفرق بين كلام الأنبياء وبين كلام السحرة. وإليه
الاشارة فى قوله تعالى حكاية عنهما : (إِنَّما نَحْنُ
فِتْنَةٌ ، فَلا تَكْفُرْ) [البقرة ١٠٢] : نحن انما نعلمكم السحر لتتوصلوا به الى
الفرق بين المعجزة والسحر ، فلا ينبغى أن تستعملوا هذا السحر فى أغراضكم الباطلة.
فانكم ان فعلتم ذلك كفرتم.
والحاصل : أنه
تعالى انما أنزلهما ليحصل بسبب ارشادهما : الفرق بين الحق والباطل ، وبين المعجزة
والسحر. والجهال قلبوا القصة ، وجعلوا ذلك سببا للطعن فى هذين المعصومين ، وذلك
جهل عظيم.
الشبهة الرابعة : التمسك بقوله تعالى فى صفة الملائكة : (وَمَنْ
__________________