اتفق المفسرون (١) قاطبة على أنها نزلت في بيان وأحقية فضل الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام حيث تصدّق بخاتمه على فقير وهو راكع ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم للفقير :
من أعطاك هذا الخاتم؟ (وسؤاله لا من جهل وإنما تجاهل لإبراز الفضل).
قال الفقير : ذاك الراكع ، فأنزل الله تعالى (إِنَّما وَلِيُّكُمُ ...).
وأخرج السيوطي اثني عشر حديثا بطرق متعددة تدل على أن الآية المباركة نزلت في الإمام عليّ عليهالسلام ، منها ما أخرجه عن ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عبّاس قال :
أتى عبد الله بن سلام ورهط معه من أهل الكتاب نبي الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عند الظهر ، فقالوا : يا رسول الله ، إن بيوتنا قاصية لا نجد من يجالسنا ويخالطنا دون هذا المسجد ، وإن قومنا لمّا رأونا قد صدقنا الله ورسوله وتركنا دينهم أظهروا العداوة وأقسموا أن لا يخالطونا ولا يؤاكلونا ، فشق ذلك علينا ، فبينا هم يشكون ذلك إلى رسول الله إذ نزلت هذه الآية على رسول الله (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ...) ونودي بالصلاة صلاة الظهر ، وخرج رسول الله فقال : أعطاك أحد شيئا؟
قال : نعم ، قال : من؟
قال : ذاك الرجل القائم ، قال : على أي حال أعطاكه؟
قال : وهو راكع ، قال : وذلك عليّ بن أبي طالب ؛ فكبّر رسول الله عند ذلك وهو يقول (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ).
وتقريب الاستدلال بالآية المباركة :
__________________
(١) لاحظ : المناقب لابن المغازلي ص ٣١١ رقم ٣٥٤ وتفسير الدر المنثور للسيوطي ج ٢ / ٥١٩ وشواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج ١ / ١٦١ وتفسير ابن كثير ج ٢ / ٦٤ وتفسير الكشاف ج ١ / ٦٣٥ وإحقاق الحق ج ٢ / ٣٩٩ والمراجعات ص ٢٥٢.