كلامه فى غاية الركة والسقوط (١).
__________________
(١) أما مبادئ ابن رام فهى : أنه نص على أن معبوده على العرش استقرار. وألف كتابا سماه «عذاب القبر» قال فيه إنه «أحدى الذات أحدى الجوهر ، وأنه مماس للعرش من الصفحة العليا». ولما رأى أتباعه شناعة قوله قالوا : لا. وتفرقوا على فرق. فقال بعضهم : إنه على بعض أجزاء العرش. وقال بعضهم : بل امتلأ به العرش. وصار المتأخرون منهم إلى أنه تعالى : بجهة فوق ومحاذ للعرش. ثم اختلفوا .. فقال العابدية : إن بينه وبين العرش بعدا ومسافة لو قدرت مشغولة بالجواهر لاتصلت به ، واختلفوا أيضا فى النهاية. فمنهم من أثبت له النهاية من ست جهات. ومنهم من أثبت النهاية من تحت. ومنهم من أنكر النهاية فقال : هو عظيم .. ولكنهم أيضا اختلفوا فى معنى العظمة. وقد سأل بعض الكرامية الإمام أبا إسحاق الأسفراييني عن أنه تعالى على العرش وأن العرش مكان له. وكان ذلك بمجلس محمود بن سبكتكين من ملوك الغزنوية. فقال الأسفراييني : لا يجوز. وأخرج يديه ووضع إحدى كفيه على الأخرى. وقال : كوونه الشيء على الشيء يكون هكذا ، ثم لا يخلو أن يكون مثله أو أكبر منه أو أصغر ، فلا بد من مخصص خصه ، وكل مخصوص يتناهى والمتناهى لا يكون إلا مخصصا ومنتهى ، وذلك علم الحدوث. فلم يمكنهم أن يجيبوه فأغروا به رعاياهم حتى دفعهم السلطان عنه بنفسه. فلما دخل عليه وزيره أبو العباس الأسفراييني قال له محمود : أين كنت؟ بلديك هذا قد حطم معبود الكراميين على رءوسهم.