وعرّفه الزمخشري (ت ٥٣٨ هـ) بأنّه : «ما لا بُدَّ له في تمامه اسماً من جملة تردفه من الجمل التي تقع صفات ، ومن ضمير فيها يرجع إليه ، وتسمّى هذه الجملة صلةً ، ويسمّيها سيبويه الحشو ، وذلك قولك : الذي أبوه منطلق» (١) ..
«وقوله : (من الجمل التي تقع صفاتٍ) ، يريد : من الجمل التي توضّـح وتبيّن ، وهي الجمل المتمكّنة في باب الخبر» (٢).
وعرّفه ابن الحاجب (ت ٦٤٦ هـ) بقوله : «الموصول : ما لا يتمّ جزءاً إلاّ بصلةٍ وعائد» (٣).
قال ابن هشام : «ومعناه : إنّك إذا قلت : قامَ الذي ، فلا تتمّ فاعلية (الذي) إلاّ بقولك : قام أبوه ، أو : خرج أخوه ، ونحو ذلك ، وهذا الحدّ حسـنٌ ، وهو أوْلى من قولِ الزمخشري : ما لا يتمّ اسماً إلاّ بصلة وعائدٍ ؛ فقد ردّ أبو عمروٍ بأنّ : (الذي) ثابت الاسمية في نفسه مع قطع النظر عن الصلة» (٤).
وقال الرضيّ في شـرحه : «انتصابُ (جزءاً) على أنّه خبر (يتمّ) ؛ لتضمّنه معنى (يصيرُ) ... فمعنى يتمّ جزءاً : يصير جزءاً تاماً ... أي : يصير جزء الجملة ، ونعني بجزء الجملة : المبتدأ والخبر والفاعل ، وجميع الموصولات لا يلزم أن تكون أجزاء الجمل ، بل قد تكون فضله ، لكنّه أراد أنّ الموصـول هو الذي لو أردت أن تجعله جزء الجملة لم يمكن إلاّ بصلةٍ
____________
(١) المفصّل في علم العربية ، جار الله الزمخشري : ١٤٢.
(٢) شرح المفصّل ، ابن يعيش ٣ / ١٥٠.
(٣) شرح الرضيّ على الكافية ، تحقيق يوسف حسن عمر ٣ / ٥.
(٤) شرح اللمحة البدرية ، ابن هشام ، تحقيق هادي نهر ١ / ٣١٤.