وسـيّد في الآخرة ، حبيبك حبيبي ، وحبيبي حبيب الله ، وعدّوك عدوّي ، وعدوّي عدوّ الله ، والويل لمن أبغضك من بعدي. أخرجه الحاكم في أوّل ص ١٢٨ من الجزء الثالث من المستدرك ، وصحّحه على شرط الشيخين (١).
____________
(١) رواه من طريق أبي الأزهر ، عن عبد الرزّاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله ابن عبـد الله ، عن ابن عبّـاس ، وكلّ هؤلاء حجج ؛ ولذا قال الحاكم بعد إيراده : صحيح على شرط الشيخين ..
قال : وأبو الأزهر بإجماعهم ثقة ، وإذا انفرد الثقة بحديث فهو على أصلهم صحيح.
ثمّ قال : سمعت أبا عبـد الله القرشي يقول : سمعت أحمد بن يحيى الحلواني يقـول : لمّا ورد أبو الأزهـر من صنعاء ، وذاكر أهل بغـداد بهذا الحديث ، أنكره يحيى بن معين ، فلمّا كان يوم مجلسه ، قال في آخر المجلس : أين هذا الكتاب النيسابوري الذي يذكر عن عبـد الرزّاق هذا الحديث؟
فقام أبو الأزهر ، فقال : هو ذا أنا.
فضحك يحيى بن معين من قوله وقيامه في المجلس ، فقرّبه وأدناه ، ثمّ قال له : كيف حدّثك عبـد الرزّاق بهذا ولم يحدّث به غيرك؟
فقال : اعلم يا أبا زكريا! أنّي قدمت صنعاء وعبـد الرزّاق غائب في قرية له بعيدة ، فخرجت إليه وأنا عليل ، فلمّا وصلت إليه سألني عن أمر خراسان ، فحدّثته بها ، وكتبت عنه وانصرفت معه إلى صنعاء ، فلمّا ودّعته ، قال : وجب علَيّ حقّك ، فأنا أحدّثك بحديث لم يسمعه منّي غيرك ، فحدّثني والله بهذا الحديث لفظاً ، فصدّقه يحيى بن معين واعتذر إليه. انتهى.
أمّا الذهبي في التلخيص ، فقد اعترف بوثاقة الرواة لهذا الحديث عامّة ، ونصّ على وثاقة أبي الأزهر بالخصوص ، وشكّك مع ذلك في صحّة الحديث إلاّ أنّه لم يأت بشيء قادح سوى التحكّم الفاضح.
أمّا تكتّم عبـد الرزّاق فإنّما هو للخوف من سلطة الظالمين ، كما خاف سعيد بن جبير حين سأله مالك بن دينار ، فقال له : مَن كان حامل راية رسول الله؟ قال : فنظر إلي ، وقال : كأنّك رخي البال.
قال مالك : فغضبت وشكوته إلى إخوانه من القرّاء ، فاعتذروا بأنّه يخاف من الحَجّاج أن يقول : كان حاملها عليّ بن أبي طالب. أخرج ذلك الحاكم في ص ١٣٧ من الجزء الثالث من المستدرك ، ثمّ قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه.