في النوم فقال له : «أنشدني طَرِبْتُ ...» فأنشده ، فقال له : «بُوركت وبورك قومك».
ويقال : ما جمع أحدٌ من علم العرب ومناقبها ومعرفة أنسابها ما جمع الكميت ، فمَن صحّح الكميتُ نسبه صـحّ ، ومَن طعن فيه وهن.
وقال بعضهم : كان في الكميت عشر خصال ، لم تكن في شاعر : كان خطيب بني أسد ، وفقيه الشيعة ، وحافظ القرآن ، وثبت الجنان ، وكان كاتباً حسن الخطّ ، وكان نسّابة ، وكان جدلاً وهو أوّل من ناظر في التشيّع ، وكان رامياً لم يكن في بني أسد أرمى منه ، وكان فارساً ، وكان شجاعاً ، وكان سخيّاً ديّناً. أخرجه ابن عساكر ، وقال : ولد سنة ستّين ، ومات سنة ستّ وعشرين ومائة (١).
وذكره حنّا الفاخوري جاعلاً اسم جدّه (الأخنس) بدل خنيس (٢).
(٧)
وما سَهَّلَتْ تِلكَ المَذاهِبَ فيِهُمُ |
|
على الناسِ إلاّ بَيْعَةُ الفَلَتاتِ |
استشهد به في رسالته نفحات اللاهوت على مظلوميّة أهل البيت عليهم السلام : عـبر التاريخ ، وأنّ أساس هذا الظلم ناشىَ ممّا جرى في السقيفة من بيعة أبي بكر ، وأمير المؤمنين عليه السلام في بيت النبيّ صلى الله عليه وآله مشغول بتغسيله وتكفينه (٣).
وهذا الشاهد جزء من قصيدة شعرية تائية رائعة ، قالها دعبل الخزاعي
____________
(١) شرح شواهد المغني ١ / ٣٤. وانظر : خزانة الأدب ١ / ٩٩.
(٢) الجامع في تأريخ الأدب العربي : ٤٥٧.
(٣) نفحات اللاهوت : ٧٢.