ثمّ قال : فحمل عليه عليّ عليه السلام فقطره (١) على الباب وفتح الباب (٢).
وأخـرج الطبري في أحداث السـنة السابـعة للهجرة ، بسنده عن بريدة الأسلمي أنّه قال : لمّا كان حين نزل رسول الله صلى الله عليه وآله بحصن أهل خيبر ، أعطى رسـول الله صلى الله عليه وآله اللواء عمر بن الخطّاب ، فنهض من نهض معه من الناس ، فلقوا أهل خيبر ، فانكشف عمر وأصحابه ، فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله يُجبّنهُ أصحابه ويجبّنهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : «لأُعطينّ اللواء غداً رجلاً يُحبّ الله ورسوله ويُحبّه الله ورسوله».
فلمّا كان من الغد تطاول لها أبو بكر وعمر ، فدعا عليّاً عليه السلام وهو أرمد فتفل في عينيه وأعطاه اللواء ، ونهض معه الناس مَنْ نهض. قال : فلقي أهل خيبر فإذا مرحب يرتجز ويقول : ـ وذكر البيتين ، وفيهما : إذا الليوثُ أقْبَلَتْ تَلَهَّبُ ـ فاختلف هو وعليّ عليه السلام ضربتين ، فضربه عليّ على هامته حتّى عضّ السيف منها بأضراسه ، وسمع أهل العسكر صوت ضربته ، فما تتامّ آخر الناس مع عليّ عليه السلام حتّى فتح الله له ولهم.
ثمّ ذكره بطريق آخر ، وفيه : فقال عليّ عليه السلام :
أنَا الّذي سَمَّتْني أُمّي حَيْدَرَهْ |
|
أكِيلُكُمُ بِالسَّيفِ كَيْلَ السَّنْدرهْ |
لَيْثٌ بِغاباتٍ شَدِيدٌ قَسْوَرَهْ (٣)
وأخرجه ابن الأثير في تاريخه (٤) ، وهو مطابق لما في تاريخ الطبري.
وابن كثير في البداية والنهاية والسيرة النبوية ، والشعر فيه هكذا :
____________
(١) قطره : أي ألقاه على أحد قطريه ، وهما جانباه. الصحاح ٢ / ٧٩٦ مادّة «قطـر».
(٢) المغازي ٢ / ٦٥٣ ـ ٦٥٤.
(٣) تاريخ الطبري ٣ / ١٠ ـ ١٣.
(٤) الكامل في التاريخ ٢ / ٢١٩ ـ ٢٢٠.