وحدّه ابن مالك (ت ٦٧٢ هـ) بحدّين :
أوّلهما : «هو المخصوص مطلقاً ، غلبة أو تعليقاً ، بمسمّىً غير مقدّر الشياع ، أو الشائع الجاري مجراه» (١).
وشرحه السلسيلي قائلاً : «المخصوص مخرج لاسم الجنس ؛ فإنّه شائع غير مخصوص ، (مطلقاً) مخرج للمضمرات ؛ فإنّ كلّ واحدٍ منها مخصـوص باعتبار ، غير مخصوص باعتبار ؛ وذلك لأنّ لفظ أنا [مثلاً] وضـع ليخصّ المتكلّم به نفسـه ، ولكلّ متكلّم منه نصيب حين يقصـد نفسه ، فهو مخصوص باعتبار كونه لا يتناول غير الناطق ، وغير مخصوص باعتبار صلاحيته لكلّ مخبر عن نفسه ، (غلبة أو تعليقاً) هما نوعا العلم ، وقوله : (بمسمّىً) متعلّق بمخصوص ، (غير مقدّر الشياع) مخرج للشمسِ والقمرِ ونحوهما ؛ فإنّهما مخصوصان بالفعل شائعانِ بالقوّة ، (أو الشائع الجاري مجراه) ، أشار بهذا إلى العَلم الجنسي كأُسامة للأسـدِ ، وثعالة للثعلـب» (٢).
وثانيهما : ما ذكره في الخلاصة الألفيّة من أنّ العَلم : «اسم يعيّن المسمّى مطلقاً».
وبـه أخـذ كثير من النحاة ، كأبي حيّان الأندلسي (ت ٧٤٥ هـ) (٣) ،
____________
(١) تسـهيل الفوائـد وتكميل المقاصـد ، ابن مالك ، تحقيق محمّـد كامل بركات : ٣٠.
(٢) شفاء العليل في إيضاح التسهيل ، محمّـد بن عيسى السلسيلي ، تحقيق عبـدالله البركاتي ١ / ٢١١.
(٣) غاية الإحسان في علم اللسان ، أبو حيّان الأندلسي ، مصوّرتي عن مخطوطة دار الكتب المصرية : ٤.