مفترش كافتراش اللّيث كلكله (١) |
|
لوقعة كائن فيها لكم جزر (٢) |
فأردت أن تغرى به فعظّمت أمره ، وهوّنت أمر بنى أمية.
ومن اضطراب المعنى ما أخبرنا به أبو أحمد عن مبرمان ، عن أبى جعفر بن القبسى (٣) ، قال : لما قتلت بنو تغلب عمير بن الحباب السلمى أنشد الأخطل عبد الملك والجحّاف السلمى عنده (٤) :
ألا سائل الجحّاف هل هو ثائر |
|
بقتلى أصيبت من سليم وعامر |
فخرج الجحّاف مغضبا حتى أغار على البشر ـ وهو ماء لبنى تغلب ـ فقتل منهم ثلاثة وعشرين رجلا ، وقال (٥) :
أبا مالك هل لمتنى مذ حضضتنى |
|
على القتل أو هل لامنى لك لائم |
متى تدعنى أخرى أجبك بمثلها |
|
وأنت امرؤ بالحقّ ليس بعالم |
فخرج الأخطل حتى أتى عبد الملك ، وقد قال (٦) :
لقد أوقع الجحّاف بالبشر وقعة |
|
إلى الله منها المشتكى والمعوّل |
فإلّا تغيّرها قريش بمثلها (٧) |
|
يكن عن قريش مستماز ومزحل (٨) |
فقال له عبد الملك : إلى أين يا بن اللخناء (٩)؟ فقال : إلى النّار. فقال. والله لو غيرها قلت لضربت عنقك! ووجه العيب فيه أنه هدّد عبد الملك ، وهو ملك الدنيا بتركه إياه والانصراف عنه إلى غيره. وهذه حماقة مجردة ، وغفلة لا يطار غرابها. ثم قال (١٠) :
__________________
(١) رواية الموشح : يظل مفترشا كالليث كلكله.
(٢) فى الأصل : حزر.
(٣) قول القبسى : هكذا فى بعض الأصول. وفى بعضها القتبى.
(٤) الشعر والشعراء : ٤٥٧ ، والموشح ١٣٧
(٥) الشعر والشعراء : ٤٦١
(٦) الشعر والشعراء : ٤٥٧ واللسان ـ مادة ميز ، وزحل
(٧) فى اللسان : فإلا تعيرها قريش بملكها.
(٨) مستماز : موضع ينفصل إليه ويتباعد. ومزحل : موضع يزحل إليه ، أى ينتحى ويتباعد.
(٩) اللخناء : التى لم تختن. واللخن : قبح ريح الفرج
(١٠) الموشح ، ١٣٨