حتّى إذا اللحم بدا تذبّله |
|
وانضمّ عن كلّ جواد رهله |
راح ورحنا بشديد زجله (١) |
وقال غيلان الربعى :
يمتاح عصريها قرون مائها |
|
متح السّباع الحسى من بطحائها (٢) |
حتّى اعتصرنا البدن من اعفائها |
|
بعد انتشار اللحم واستعصائها |
تجريدك القناة من لحائها |
|
مكرمة لا عيب فى احتذائها |
وقد قال غيلان أيضا :
قد صار منها اللّحم فوق الأعضا |
|
مثل جلاميد الضّفاة الصّلغا (٣) |
وقال أيضا :
فوق الهوادى ذابلات الأكشح |
|
يشقين أشوال المزاد النّزّح (٤) |
وقال أيضا :
حتّى إذا ما آض عبلا جرشعا |
|
قد تمّ كالفالج لا بل أضلعا (٥) |
هجنا به نطويه حتى استوكعا |
|
قد اعتصرن البدن منه اجمعا (٦) |
__________________
(١) القداح ، واحدة قدح : السهم قبل أن يراش. ونطى بالتخفيف للوزن وأصله بالتشديد : أى مسدى. وهنا بمعنى ليس بالمهزول. والعصب : نوع من برود اليمن. والرهل : استرخاء اللحم واضطرابه ، وأراد بعد أن ضمرت ذهب رهلها واشتد لحمها. والزجل : الرمى والدفع ورفع الصوت.
(٢) المتح : كالنزع. والقرون : العرق ، والعرب تقول حبسنا الفرس قرنا أو قرنين أى عرقناه. والحسى ، بالكسر : حفيرة قريبة القعر وقيل : إنها لا تكون إلا فى أرض أسفلها حجارة وفوقها رمل فإذا أمطرت نشفه الرمل فاذا انتهى إلى الحجارة أمسكته.
(٣) الضفاة ، بالفتح : جانب الشىء. والصلغة : السفينة الكبيرة ، وجاء فى نسخة :
مثل جلاميد ضفاة صلغا
(٤) أشوال المزاد : بقيته.
(٥) آض : رجع. والعبل : الضخم من كل شيء.
والجرشع : العظيم الصدر. والفالج : مكيال ضخم. والأضلع : الشديد الغليظ أو الأشد.
(٦) استوكع : اشتد.