نظرة عامة
المعتزلة والإعجاز
من السهل علينا أن نلحظ ثلاث قضايا بارزة فى جهود المعتزلة حينما عالجوا الإعجاز. فمثلا نجد؟؟؟ كالقول بالصّرفة قد كثر فيها القول بين القبول والرفض ، وكذا نجد أن الآراء متباينة فى إرجاع إعجاز القرآن للنظم أم للفصاحة ، أما القضية الثالثة فهى الاجماع على أن من إعجاز القرآن أنه صادق فى إخباره عن الغيوب. ولنفصّل القول :
أولا : القول بالصرفة عند المعتزلة :
ذكر جولد تسيهر فى حديثه عن المعتزلة والقرآن الكريم «.. نعم وجد فى دوائرهم من يرفض أو يضعّف الاعتقاد بعدم القدرة على الاتيان بمثل القرآن فى الآية (٨٨ من سورة الأسراء) بل الاعتقاد بإعجازه ، بل القدرة على أحسن منه اعتمادا على وجهات من النظر العقلى ، بيد أن مما يخالف الواقع ذلك الغض من شأن القرآن فى مقابلة الإشادة بأحكام نظمه ، على أنه مبدأ مدرسى عام للمعتزلة» (١).
ونريد هنا ـ أن نناقش أدلة الجاحظ بتفصيل ، لنرى أين يضع الصرفة فى بحثه للإعجاز ، ثم ننتقل إلى ما قيل عن أستاذه.
١ ـ ذكر الجاحظ أنه لم يعارض أحد من العرب القرآن بسورة من مثله أو بعشر سور مثله ، وقال عن الرسول صلىاللهعليهوسلم «وجاء بهذا الكتاب الذى نقرؤه ، فوجب العمل بما فيه ، وأنه تحدى البلغاء والخطباء والشعراء بنظمه وتأليفه فى المواضع الكثيرة ، والمحافل العظيمة ، فلم يرم ذلك أحد ولا تكلفه ولا أتى ببعضه ولا شبيه منه ، ولا ادّعى أنه قد فعل ، فيكون ذلك الخبر
__________________
(١) جولد تسيهر ـ مذاهب التفسير الإسلامي ـ ١٤٢ و ١٤٣ نص الآية (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً).