ينفصل عن دراسة الموضوع ، في ما يمكن أن يرجّح جانب الإيجاب والسلب فيه.
* * *
(قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها)
(قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها) وعمل على تطهيرها في توجيهها إلى القيم الروحية في ما هو الوعي الذهني ، وإلى التربية الروحيّة ، في ما هي الحركة العملية في دراسة كل الرواسب المتأثرة بالواقع التاريخي المنحرف ، أو بالواقع الحاضر المعقّد ، لتنقية النفس من ذلك كله بالمراقبة والمحاسبة والمجاهدة ، وإلى الدراسة الفكرية المعمّقة التي تطلّ على الأفكار المتنوعة التي قد تسيء إلى الجانب العقيدي والفكري في شخصيته ، فتشوّه روحه ، وتبتعد بمشاعره عن المعاني الطاهرة ، وبتصوراته عن الآفاق المضيئة.
وهكذا تطلّ الخطّة القرآنية على مسألة التزكية بهذا العنوان الذي يؤكد ارتباط الفلاح بها ارتباطا عضويا في الدنيا والآخرة ، للإيحاء بأن الفكر المستقيم الصائب لا يكفي في ذلك إذا لم تنضمّ إليه التربية الروحية والتوجّه العملي الذي يحوّل الفكر إلى إيمان ، ويحرك الإيمان في دائرة الشعور ، لتكون الحركة العامة خاضعة للعمق الإيماني الذي يثير المعاني الطاهرة في كل جوانبها ومواقعها وأوضاعها العامة أو الخاصة ، ليكون الإنسان المسلم ، إنسان التجسيد الحي لكل الأفكار والقيم الإسلامية.
* * *
(وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها)
(وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها) أي أنقصها وخبّأها في ظلمات الكفر والضلال ،